تتزايد معدلات انتشار المشكلات والاضظرابات بتزايد السرعة في تغير حياة الناس نتيجة تعقد مطالب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وصارت الحاجة إلى الثقافة النفسية الاكلينيكية ضرورة حتمية لتجنب الوقوع بالمشكلات المعرفية والسلوكية والانفعالية، وكذلك لمعالجتها أملاً بالشفاء منها، وخاصة لدى المصابين في دوامة الاضطرابات العصابة والانشقاقية التحولية، والوجدانية، والسيكوسوماتية. إن (المرجع في علم النفس الاكلينيكي) يوفر دليلاً شاملاً وكاملاً لعلم النفس الاكلينيكي الحديث الذي تجاوز حدوده التقليدية بين علم النفس العصبي والصحة العقلية، أو باعتباره أحد فروع العلوم النفسية فحسب، بل أصبح الآن يسهم في كثير من المجالات الحيوية الأخرى، مثل: تحسين الصحة النفسية، والعلاج السلوكي المعرفي، وبرامج التأهيل النفسي والقضايا المتعلقة بانتقاء الأفراد وأدوارهم المهنية، وسيكولوجية الإدارة وفحص ومعالجة الدليل الشرعي وغيرها. وقد قام المؤلف بكتابة كل فصل من فصول الكتاب بأسلوب علمي منهجي دقيق، على الرغم من أن الكتابة في علم النفس الاكلينيكي وفق هذا المنظور يعتبر أمر في غاية الصعوبة، ولكن يبدو أن خبرة المؤلف الأكاديمية التي زادت عن ثلاثين عاماً، والممارسة الاكلينيكية الفعلية وكذلك اعداد البحوث، والمتابعة المستمرة لما هو جديد في الاختصاص قد ساعدت هذه العوامل على النجاح في اصدار هذا الكتاب. إن كتاب المرجع في علم النفس الاكلينيكي تتوفر فيه شروط علمية أهمها شرطي معايير المحتوى، ومعايير المستوى بحيث تجعله ذا قيمة ممتازة للمهتمين والباحثين، والاخصائيين النفسيين الاكلينيكيين والاجتماعيين، كما سيكون مرجعاً غنياً لطلبة الدراسات العليا وأساتذة علم النفس الاكلينيكي، والأطباء النفسيين. إن التوسع والتعمق الذي شهده علم النفس الاكلينيكي في مجالات الفحص والعلاج قد فرض على الكتاب أن يتسع منظوره بتلك المجالات وقد وفينا بذلك من خلال الاضافات الجديدة في فصول مستقلة ندر الحديث عنها في كتاب من هذا النوع، وقمنا بتغطية كافة القضايا المتعلقة بعلم النفس الاكلينيكي وباسلوب يتصف بالدقة والتأصيل، واتسمت مادته بالحداثة مؤكدين على هدفين رئيسيين هما: منهجية افحص (التشخيص)، ووصف العلاج الذي أظهرت الجهود العلمية فائدته في التدخل فوضعت في جدول كدليل خاص ها، وهذه ميزة جوهرية.