إن التربية حاصل النمو والتغير والتعلم، والتعليم هو قيادة النمو وتوجيه التغير. ويكمن هدف التعليم في محاولة الحصول على احسن النتائج فيما يتعلق بالسلوك الاجتماعي والفردي بما يحفظ القيم الفردية ويوفر عنصري الزمان والجهد. ويتقيد علم النفس التربوي بدراسات النمو والتعلم. والتخطيط التربوي للتلميذ الفرد وللجماعة يتطلب المعرفة بالاستعداد الذي يسفر لنا سهولة أو سرعة تقبل بعض التلاميذ لما يلقن لهم من معلومات وعجز أو تخلف البعض الآخر عن الاستجابة أو التحصيل. كما تركز دراسات سيكولوجية النمو على المعلم بوصفه مسؤولاً عن عملية التربية الدراسية.

ومن هنا اكتسبت سيكولوجية النمو أهميتها إذ ينبغي للجميع معرفتها كي يقيموا عليها التربية الناجمة. وفي الأبواب الخمسة التي يشتمل عليها هذا الكتاب يقدم الدكتور كمال دسوقي خلاصة بحوثه وجهوده في هذا المجال إذ يعرض في الباب الأول بعض المقدمات في سيكولوجية النمو موضحاً أهداف النمو وقوانينه والعوامل التي تؤثر فيه ومراحله. أما الباب الثاني فيتناول معالم النضج الجسمي وغرائب النمو، والفروق بين الفرد والفروق بين الجنسين والبلوغ والمراهقة، وعوارض البلوغ.

ويعرض في الباب الثالث لموضوع الثبات الانفعالي فيتحدث عن الحاجات الإنسانية وتصنيفاتها إلى حاجات عضوية وأخرى نفسية إذ يتفق الباحثون على أن السلوك يوصف بالنتيجة التي يحققها أو الغرض الذي يسعى إليه وغلى الدوافع والحاجات يتجه اهتمام الباحثين إذ أنها تقف وراء السلوك الإنساني والتي بعرقلتها أو الوقوف في طريقها يثور الانفعال. ولذا، يركز المؤلف أيضاً في هذا الباب على دراسة الانفعال وأثره في النمو الجسمي وتغيرات الانفعال مع السن وأهميته الخبرات الانفعالية الأولى في حياة الفرد.

كما يعرض في الباب الرابع للحاجات التي يتطلبها المجتمع من النمو ومحاولته تطبيع الفرد الناشئ على الروح الاجتماعي وأخذه من الصغر بالتنشئة الاجتماعية والتآلف الاجتماعي. ويتناول في الباب الخامس عملية النمو العقلي، فيعرض لموضوع السلوك الحسي الحركي حيث ينمو الذكاء العضوي لدى الطفل عن طريق النشاط الحسي الحركي قبل أن يصل إلى الإدراك العقلي فيمر بثلاث مراحل يسبق ظهورها نمو الذكاء الإنساني المعتمد على اللغة والذاكرة. والكتاب مليء بالتجارب والبحوث التجريبية التي أجراها المؤلف ليدعن صحة ملاحظاته وآرائه.