وصف الكتاب
من الموضوعات المهمة التي تستأثر اهتمام علماء النفس التربويين في الوقت الحاضر، استراتيجيات الإدراك من ناحية، وكيفية تنشيطها من ناحية أخرى، وتعرف استراتيجية الإدراك بأنها العمليات العقلية التي يوظفها الفرد المتعلم في أثناء معالجته مادة دراسية أو قراءته نصاً تعليمياً بهدف الفهم والاستيعاب. ولما كانت ذاكرة الفرد إيجابية نشطة في بعض الأحيان، وخاملة سلبية في أحيان أخرى، فإن الوقوف على ماهيتها ووظائفها والطريقة التي تعمل بها أصبح ضرورة من ضرورات هذا العصر الذي تتفجر فيه المعلومات يوماً بعد يوم وتزداد اتساعاً وتنوعاً. من هنا أخذ علماء النفس التربوي يفكرون في الأساليب والوسائل الإدراكية التي على المعلم في غرفة الصف استخدامها لتنشيط الاستراتيجيات الإدراكية وحث المتعلم على توظيفها من أجل مساعدته على فهم وتعلم ما يريد أن يتعلم.
من هنا عزمت المؤلفة على إعداد هذا الكتاب لتضع بين يدي المعلم والمربي المسؤول بعضاً من المفاهيم والمبادئ المتعلقة بالذاكرة ووظائفها وكيفية عملها من ناحية، واستراتيجيات الإدراك وكيفية تنشيطها من ناحية أخرى، بشكل يساعد المعلم والمتعلم على التعليم والتعلم بطريقة صحيحة وسريعة وفاعلة.
هذا وقد حاولت المؤلفة أن توظف هذه المفاهيم والمبادئ المتعلقة بالذاكرة ووظائفها وكيفية عملها من ناحية، واستراتيجيات الإدراك وكيفية تنشيطها من ناحية أخرى، بشكل يساعد المعلم والمتعلم على التعليم والتعلم بطريقة صحيحة وسريعة وفاعلة.
هذا وقد حاولت المؤلفة أن توظف هذه المفاهيم والمبادئ في تصميم العملية التعليمية التعلمية وخاصة المتعلقة بتصميم الدروس والمناهج والبرامج التعليمية، وذلك عن طريق افتراض النماذج الفاعلة في هذا المجال والتي من شأنها أن تعمل على تحقيق الأهداف التعليمية التعليمية في أقصر وقت وجهد وتكلفة مادية. ولعل الجديد في هذا الكتاب هو اعتماد المؤلفة على نتائج الدراسات والبحوث التجريبية التي أجريت حول الذاكرة ومنشطاتها، وتدوينها بطريقة موضوعية ومنظمة، ثم استنتاج المبادئ الإجرائية اللازمة لتصميم العملية التعليمية بهدف تطويرها وتحسينها.
وقد جاء الكتاب في ثمانية فصول نظمت بطريقة تشتمل على مقدمة وعرض، وخاتمة، ومبادئ تربوية، وخلاصة، وثبت للمراجع. هذه الفصول هي:
الفصل الأول: وتناول الثورة الإدراكية التي شهدها مجال التربية وعلم النفس في الربع الأخير من القرن العشرين، وما تبعها من تحول في اهتمام علماء النفس من استخدام مبادئ المدرسة السلوكية إلى استخدام مبادئ المدرسة الإدراكية لدى تفسيرهم علميتي التعلم والتعليم. ثم وضع الفصل التغير الذي طرأ على دور كل من المعلم والمتعلم والمصمم التعليمي في ضوء هذه الثورة الإداركية. ثم تطرق إلى ماهية المعرفة وأنواعها، وكيفية تنظيمها، ومن ثم كيفية ملاءمة العملية التعليمية وتصميمها وفقاً لهذه الاستراتيجيات والمعرفة، هذا وتضمن الفصل شرحاً لكيفية حدوث عملية التعلم.
الفصل الثاني: وتحدث عن الذاكرة البشرية: أقسامها، وخصائصها، وأثرها في عمليتي التعلم والتعليم. وقد ركز هذا الفصل على الذاكرة الحسية، والذاكرة قصيرة الأمد، والذاكرة طويلة الأمد، وخصائص ووظائف كل منها، وكيفية تدعميها، ثم كيفية تدعيم عملية التعلم وفقاً لها، هذا وتطرف الفصل إلى النظريات التي فسرت ظاهرة النسيان والطريقة العامة للتذكر الجيد.
أما الفصل الثالث: قد كرس لاستراتيجيات الإدراك فوق المعرفية مبيناً مفهومها، ومعرفاً العمليات العقلية التي تتكون منها، معرجاً على طرائق تدريسها، ثم مختتماً بأهمية توظيفها في عملية الاستيعاب القرائي. هذا إلى جانب استعراض الدراسات التجريبية التي أجريت حولها.
والفصل الرابع: جاء كتوطئة لمنشطات استراتيجيات الإدراك، فعرفها، وعدد أنماطها وأشكالها، وبين توقيت استخدامها في العملية التعليمية، والنظام التعليمي الذي تنطلق منه، ثم وضع الافتراضات المتعلقة باستراتيجيات الإدراك. وبالتالي، يعتبر هذا الفصل تمهيداً للفصول الأربعة اللاحقة وإطاراً نظرياً لها.
الفصل الخامس: وتناول أنماط منشطات الإدراك كلاً على حدة، والدراسات التجريبية التي أجريت حولها وكيفية بنائها، وتوظيفها في تصميم العملية التعليمية. وقد جاء الفصل في ثلاث عشرة وحدة عكست أنماط المنشطات العقلية فجاءت على التوالي: الأسئلة التعليمية، والأهداف التعليمية، والأشكال والجداول والإطارات وخارطة المعلومات، والتلخيصات، والجمل والعناوين، والخطوط تحت الأفكار المهمة، ورؤوس الأقلام والمراجعات والصور المادية والتخيلات الذهنية، والقصص، والملاحظات الصفية، ومنظومة المعلومات، ووسائل تدعيم الذاكرة، وأخيراً الشروط والمواقف التي تستخدم فيها المنشطات العقلية كاستراتيجية إدراك متضمنة مقابل استخدامها كاستراتيجية إدراك منفصلة وذلك لاعتبارها لدى تصميم العملية التعليمية.
الفصل السادس: دار حول توقيت استخدام المنشطات العقلية في العملية التعليمية التعلمية. وقد تكلم عن ثلاثة مواقيت لاستخدامها: قبل العملية التعليمية، وفي أثنائها، وبعد انتهاء منها. وقد استعرض الفصل الدراسات التجريبية التي أجريت حول هذه المواقيت الثلاثة ونتائجها، ثم اختتم ببيان الشروط والمواقف التي يكون فيها توقيت فاعلاً أكثر من الآخر وذلك من أجل اعتبارها لدى تصميم العملية التعليمية.
الفصل السابع: دار حول القالب أو الشكل الذي تظهر فيه المنشطة العقلية وتحدث بشكل رئيس عن قالبين أساسيين كما جاء في الدراسات السابقة ألا وهما: القالب الصوري المنظور، والقالب الرمزي المكتوب، ثم اختتم الفصل أيضاً بالشروط والمواقف التي يكون فيها قالب فاعلاً أكثر من الآخر وذلك من أجل اعتبارها لدى تصميم العملية التعليمية.
وأخيراً كرس الفصل الثامن: لكيفية تصميم العملية التعليمية وفق ما تمخضت عنه نتائج الدراسات التجريبية حول المنشطات العقلية: نظامها التعليمي الذي تنطلق منه، وتوقيت استخدامها، والقالب الذي تظهر فيه، ثم استعرض هذا الفصل النموذج العام لتصميم التعليم الذي طورته المؤلفة عام 1994 عندما عرضت ورقة علمية في مؤتمر رابطة الأميركيين للتكنولوجيا والاتصالات التربوية في ناشفل/تنيسي، حيث جاء هذا النموذج ليتضمن المنشطات العقلية وكيفية استخدامها إلى جانب الخطوات المتعلقة بتصميم التعليم كما وردت في نموذج ",ديك وكاري", لتصميم التعليم، ثم انتهى الكتاب بخاتمة قصيرة بينت الفائدة من استعماله لكل من المربين والمعلمين وواضعي المناهج والطلبة والمعلمين على حد سواء.