لقد تطور الإرشاد في الآونة الأخيرة عما كان عليه في السابق حيث بدأت تظهر التخصصية في الإرشاد، ومنها الإرشاد الزواجي والأسري، والإرشاد المهني، والإرشاد التربوي، والإرشاد لمراحل النمو، والتي فيها يقدم المرشد الخدمة للأفراد استنادا للمطالب النمائية والمرحلة العمرية وخصائص المرحلة، ومشكلاتها، فالأسلوب الإرشادي المناسب في فترة عمرية ما قد يكون غير مناسب في فترة أخرى، فالإقصاء لا يستخدم مع الأطفال الصغار على سبيل المثال، ولا يستخدم بالمقابل تغيير الأفكار اللاعقلانية مع الأطفال الصغار والمعاقين عقليا. ومن هنا جاء هذا الكتاب بكل ما يحتويه من معلومات يفيد كلا من المرشد النفسي والتربوي والطلابي سواء من كان يتعامل مع الطالب في المدرسة أو مع الزوجين في الأسرة أو مع الموظفين في العمل أو حتى مع كبار السن بعد التقاعد ووصولا إلى مرحلة الشيخوخة. كما يفيد أيضا المعلمين في معرفة المرحلة النمائية وبالتالي انعكاس ذلك على التعامل مع الطلاب في المدرسة والجامعة، ويستفيد منه بالإضافة لذلك كل أولياء الأمور في معرفة كيفية التعامل مع أبنائهم بالشكل المناسب للمرحلة العمرية، إن هذا الكتاب بما يتضمنه من فصول نظمت بشكل متدرج منذ مرحلة الحمل إلى مرحلة الشيخوخة، بحيث يستطيع القارئ الاهتمام بمرحلة عمرية معينة والتركيز على الخدمات الإرشادية المقدمة فيها، وطبيعة المطالب المفترض تحقيقها في تلك المرحلة والمشكلات التي يمكن أن تعترض الفرد في تلك الفترة يعد كتابا شاملا وحديثا في مراحل النمو، حيث لاحظ المؤلف ندرة العناوين الموسومة في الوطن العربي بهذا العنوان، مع أهمية الكتاب والحاجة إليه، ولذلك ارتأى الكتابة في هذا الموضوع، وكلي أمل أن يقدم خدمة جديدة للقارئ، وأن يضيف للمكتبة العربية مادة قيمة ومفيدة، وأود أن أتقدم بجزيل الشكر لكل الذين كتبوا في هذا الموضوع والذين استفدت منهم كثيرا في إخراج الكتاب بالشكل الحالي، ولكل من شجعني على الكتابة في هذا الموضوع القيم، وأخص بالذكر دار المسيرة للطباعة والنشر، والتي كان لتوجيهاتها الدور الكبير في الكتابة بهذا الموضوع. وأود أخيرا أن أقدم اعتذاري عن كل تقصير أو خطأ ورد في هذه الطبعة إن وجد.