فإن الفضاء مفهوم أدبي أسهمت الدراسات الحديثة في بلورته وتشكيله بمكوناتهِ- المكان والزمان والرؤيا- حتى إنه أصبح بالإمكان تطبيقه على أي نص من النصوص نثراً أو شعراً. ولا شك في أن لكل عنصر من عناصر الفضاء أهميته ودوره الفاعل في تشكيل بنية النص الشعري. فالمكان له أهمية بوصفه وسيلة من وسائل كشف خبايا النص واستشفاف رؤية الشاعر، فضلاً عن علاقة الإنسان به. كما أن المكان يدرك إدراكا مباشراً أما الزمن فإنه يدرك إدراكاً غير مباشر، أي: اي ارتباط... الزمن بالحالات الشعورية التي تسيطر على الذات. أما الرؤيا بوصفها العنصر الثالث من عناصر الفضاء. فقد حاولنا دراستها ضمناً مع المكان والزمان لكونها مفتاحاً للدخول إلى نظرة المبدع ومتابعة وجهاته الفكرية والمواقف التي يتخذها من المكان والزمان- الحياة والكون- كما ان الرؤيا تعد عنصراً متعلقاً بالعملية الابداعية بعامة وبهذا جاءت مبثوثة – الرؤيا- في أثناء البحث ومفاصله المختلفة. إن دواوين الشعر العربي القديم تعد منجماً وساحة ادبية رحبة لانتاج الموضوعات الفنية. فهي ما تزال تعطي المتلقي قطوف ثمارها كلما أعاد قراءته لتلك الدواوين من جديد، فديوان ابن زيدون (ت 463 هـ) يستجيب لمختلف الدراسات ذات الطابع التحليلي لما يحمله من تجاذبات تجسد مكانة الشاعر وسمة العصر.