ينطلق هذا الكتاب من فرضيَّةٍ تقول: إنَّ حبَّ القراءة والمطالعة لم يمت عند الأجيال الرَّاهنة، وإنَّ ما نشاهده لدى الغالبيَّة من عزوفٍ عن القراءة وإهتمام بالصورة هو أثرٌ سطحيٌّ.

والمطلوب، في رأي الكاتب، لإعادة الإهتمام بالقراءة، هو تغييرٌ في الأسلوب، لذا، يُميِّز بين الأسلوب الشَّجريّ في الكتابة حيث يتألَّف الكتاب من مقدِّمةٍ وفصولٍ وخاتمةٍ وبين الأسلوب الشَّذْريِّ في الكتابة حيث يتألف الكتاب من عددٍ لا يتناهى من المقالاتِ والشَّذراتِ والرَّسائلِ النَّصِّيَّة القصيرة، لا تبدأ ولا تنتهي، تصوغ المشكلات وتُعيد صياغتها وتدفع القارئ إلى طرح الأسئلة والتساؤلاتِ بنفسه من أجل متابعة البحث.

وإنَّ الفلسفة التي تتوجَّه في جوهرها إلى الجميع عليها أن نُغيِّرَ أسلوبَها في الكتابة بعدما دخلت البشريَّةُ في عصر الفضاء الإفتراضي، وان تستغلَّ هذه الفرصة التي أُتيحت لها لتتوجَّه من جديدٍ إلى البشريَّة جمعاء وتساهم بقسطها من التَّغيير.

يتضمَّن هذا الكتاب منشوراتٍ وشذراتٍ فَسْبكيَّةٍ شديدةٍ التنوُّع، قسِّمَت إلى دفاترَ مختلفة، والأهم في الأمر أنَّ هذه المنشوراتِ والشذرات يمكن أن تقرأ في أي إتجاهٍ يريده القارئ إذ تُشكِّلُ كلُّ شذرةٍ وحدةً قائمةً بذاتِها وإنْ كانت تتصلُ بغيرها عبر خطوطٍ لامرئية، فتعالج مشكلاتنا الرَّاهنة وترصد التحوَّلات السّياسيّة والإقتصاديّة والعشقيَّة والذوقيَّة والدينيَّة والمعرفيَّة في ظلِّ رأسماليَّةٍ متوحِّشةٍ استحوذت على الكوكب بأكمله.