وصف الكتاب
من يطالع ",السحر والسحرة من منظار القرآن والسنة", للباحث إبراهيم أدهم الذي يشعر بأنه قد صعد مركبة، نقلته إلى عالم الجن والشياطين، حيث حصلت على مقابلتهم والتعارف بهم، وانحلت عنه عقدة الخوف، وأنس إليهم بعد أن تعرف إلى أجناسهم، وطبائعهم، وسلوكهم، وإلى العلاقات القائمة بينهم وبين بني البشر. ثم تتكشف له أسرار السحرة، من الإنس القدماء والمحدثين، وكذلك ألاعيب المشعوذين وحيلهم، واستخداماتهم لبعض طوائف من الجن الفاسقين أمثالهم. كما يتعرف إلى بعض الأولياء الأتقياء الصالحين، الذين أطاعوا الله حقاً وصدقاً، فطاعت لهم الإنس والجن، وحصلت لهم الكرامات والأعمال الخارقة، من كشوفات ماضية وحاضرة، ومن شفاء المصابين بالمس، والأمراض المستعصية. فالكتاب رحلة ممتعة إلى عالم غامض، تتكشف لك في نهايتها مفاهيم هذا العلم، القديم الجديد، الذي خاض في بحره الكثيرون، ولكنهم لم يفلحوا في تقريبه إلى الأذهان والعقول بالقدر الذي استطاع به إبراهيم أدهم أن ينجزه في كتابه هذا بأسلوب شائق، جذاب، ممتع للغاية. لقد اعتمد الكاتب في بياناته وحججه وإسناداته إلى القرآن الكريم، وإلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى وقائع الصحابة والسلف الصالح، وإلى أقوال المشاهير الأقدمين والمحدثين، الذين كتبوا في هذا العلم، إلى جانب خبراته الشخصية، واستقصاءاته الميدانية، وقد تحمل من أجلها المخاطر المختلفة، وقاوم الإغراءات المتنوعة. وبالعودة لمحتوى الرسالة فهي تحتوي بالإضافة إلى المقدمة سبعة أبواب مستقلة عن بعضها البعض، لكنها تتضافر فيما بينها لتشكل وحدة متكاملة تخدم الموضوع العام، لأن عالم السحر كبير ومتشعب جداً، وفيه تفاصيل كثيرة وفنون عديدة. الباب الأول: موضوعه: ",السحر والبشر",، وفيه أربعة فصول: الفصل الأول: تعريف السحر بطريقة شاملة متكاملة، والفصل الثاني يحتوي تفصيلاً لأنواع السحر المتعددة، والفصل الثالث: يوضح رأي بعض الفلاسفة والعلماء في موضوع السحر، ويرد على البعض الآخر فيما يخالف الشرع والعقل. وأما الفصل الأخير من هذا الباب ففيه شرح لكيفية عمل السحر وتأثيره على الخلق. أما الباب الثاني، فعنوانه: ",السحر والجن",: وهذا الباب يشتمل على دراسة معمقة ودقيقة عن هذا العالم الخفي الذي يشغل بال الناس ويخيف الكثير منهم، كما يثير خيال الكثيرين فيصورونه على غير حقيقته. وهذا الباب يحتوي بالإضافة إلى المقدمة الصغيرة على ثلاثة فصول: في الفصل الأول عرف بالجن كما ورد في اللغة والشرع وكما عرفه الفلاسفة وكما تعتقد به العام، وفي هذا الفصل إثبات أن الجن خلقوا قبل الإنس، وبحث عما إذا كان إبليس اللعين من الجن أم من الملائكة. والفصل الثاني يتناول صفات الجن، فيبحث في طبيعة أجسامهم وقدراتهم. أما الفصل الثالث فعنوانه: أديان الجن ومعتقداتها. أما الباب الثالث، فعنوانه: ",السحر في عالمي الجن والإنس",: في هذا الباب محاولة لإظهار حدود العلاقة بين الجن والإنس وخاصة فيما يتعلق بموضوع السحر، وهذا الباب فيه بالإضافة إلى المقدمة خمسة فصول: الفصل الأول: بحث يتناول حدود العلاقة بين الجن والإنس واستخدام الإنس للجن. والفصل الثاني: يبحث في قضية هامة تشغل بال الناس كثيراً، وهي قضية المس الروحي أو تليس الجن بالإنس. والفصل الثالث يتعلق بموضوع تحضير الأرواح وطبيعة هذا الأمر وحقيقته. والفصل الرابع يبحث في العلاقة بين الشعراء والجن، وذكر لأسماء الجن الذين لقنوا أشهر الشعراء العرب الشعر. والفصل الخامس والأخير من هذا الباب فيه محاولة لإيجاد طريقة شرعية لفك السحر معتمداً على القرآن الكريم وعلى ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الميدان. أما الباب الرابع: فعنوانه: ",أثر السحر في حياة الشعوب والقادة",: في الفصل الأول دراسة عن السحر عند الشعوب البدائية والقديمة وأثر السحر على حياتها. والفصل الثاني يتناول أنواع السحر والطرق التي يستخدمها كل شعب من الشعوب أثناء ممارساتهم وطقوسهم السحرية. أما الفصل الثالث فيكشف عن الطرق العديدة التي يستخدمها الناس لمحاولة استشفاف الغيب، وفيه أيضاً تبيان لأثر السحر على الأفراد وبالتالية على المجتمع. أما الفصل الرابع فيوضح أثر السحر على مسيرة التاريخ، وكيف أن العديد من الأحداث ذات الشأن جرت كان للسحر والسحرة والمنجمين والعرافين اليد الطولى في توجيهها، وذلك بسبب نفوذهم وسيطرتهم على لناس وعلى القادة في المجتمعات. أما الباب الخامس، فموضوعه: ",السحر في ميزان الشرع",: ففي الفصل الأول بحث يتناول العلاقة بين الديانتين اليهودية والنصرانية من جهة، وبين السحر من جهة أخرى. أما الفصل الثاني فيظهر موقف الديانة الإسلامية من السحر، والفصل الثالث فيه مجموعة قصص تتعلق بموضوع السحر كقصة هاروت وماروت وقصة المعوذتين وغيرها، كما يوجد في هذا الفصل محاولة استشفاف الرواية الإسلامية الصحيحة والأحكام من كل قصة من هذه القصص. والفصل الرابع يتناول موضوع الفرق بين السحر والكرامة، والساحر والولي، وخصائص كل من الأمرين المتناقضين. أما الباب السادس: فموضوعه: ",السحر والخوارق",: يعالج هذا الباب بعض الأمور الخارقة للعادة وفق تفسيرات الباراسيكولوجيا –علم النفس الماورائي- أي الأمور التي لا يتدخل علم النفس التقليدي في تفسيرها، ويحاول علم الباراسيكولوجيا إيجاد تفسيرات وتبريرات للعديد من الظواهر بناء على آخر المكتشفات والنظريات العلمية الحديثة. في الفصل الأول من هذا الباب معالجة لموضوع الرؤية عن بعد، والتراسل الفكري، والقراءة الإصبعية، ويثبت هذا الفصل صحة هذه الأمور بالشواهد والدلائل العديدة. أما الفصل الثاني فيعالج موضوع التحكم بالمادة عن طريق الفكر، ويبحث أيضاً موضوع خرافة الجراحة الروحية التي شاعت في المدة الأخيرة وكثرت الضجة حولها بشكل مؤثرـ مما جعل العديد من الناس بما فيهم الكثير من الطبقة المثقفة تنخدع بادعاءات الدجالين مروجي هذه الفكرة. أما الفصل الثالث فيبحث في التنويم المغناطيسي، من حيث حقيقته وواقعه وأساليبه وتأثيره، والحيل والأكاذيب التي تستخدم أثناء عملية التنويم. كما يظهر هذا الفصل أن التنويم المغناطيسي بعيد كل البعد عن المغناطيس والمغناطيسية، ويظهر أن التنويم المغناطيسي يمكن أن يستخدم لتنويم الحيوانات. ويبحث هذا الفصل أيضا في الطرق النفسية التي يلجأ إليها المنوم للتأثير على الوسيط. أما الفصل الرابع فيعالج أيضاً موضوع حساساً له علاقة بالعقيدة ما يزال الشغل الشاغل للناس في هذه الأيام، وتتناوله بعض وسائل الإعلام بطريقة ملفتة للنظر، إذ أن وراءه ما وراءه من الأمور ا لخفية الخادعة التي قد تنطلي حتى على قسم كبير من المتعلمين وأصحاب العقل الراجح. ففي هذا الفصل نتناول موضوع خروج الدم، أو العطر، أو البخور، أو الزيت، من بعض التماثيل والصور والأجسام البشرية. أما موضوع الباب السابع والأخير من هذا البحث، فهو: خلاصة البحث واستنتاجاته: ويشتمل على تحليل نفس اجتماعي لظاهرة السحر الشائعة في هذه الأيام بشكل ملفت للنظر، كما يشتمل على الباب على قاموس للكلمات المستخدمة في عالم السحر، وفهرس للأعلام الواردة أسماؤهم في هذا البحث، وفهرس للأحاديث الشريفة، وفهرس للآيات القرآنية الواردة في هذا البحث.