قد يكون إعادة نشر الأعمال الفكرية والأدبية للفيلسوف والمفكر والمبدع اللبناني حسن حمدان أو مهدي عامل بعد طول غياب بمثابة إعادة الإعتبار لمؤلفها ولما تحمله من مضامين تتلاءم وواقع العصر الذي نعيش فيه، وخاصة في ",فضاء النون", الذي وضعه الشاعر في فترة هي الأصعب من تاريخ لبنان – الحرب الأهلية – حينما كان يوقع أعماله باسم ",هلال بن زينون",.

",فضاء النون", شعر موشّى بعبق السنين وتعب الأيام خطه الشاعر بشغف وعناية تشي بحب الأرض اللبنانية والإنسان؛ إلى أي دين انتمى أو لون أو جنس، وهو ينضح بأسلوبه الجمالي الذي لا ينفك يبث الحركة والحياة في كل شبر من هذا الوطن، فيخترق بحروفه وجمال عباراته أصداء النفس. بما مرّ عليها في ماضٍ يطل على حاضرٍ يحاول أن يتخطاه إلى مرتجى يجمع فيه بين أبناء الوطن الواحد.

تحت عنوان ",ثقب في جسد الصمت", يقول حسن حمدان: ",ويلتئم الليل على كلب يتأمل في الليل / أنا ذاكرة الطرقات / وأمشي حذراً / من كل جهات الوقت / يجيء / الشرفات توابيت معلقة / يطرق باب الصدفة / لا يخطىء / تنهدم الأفئدة على الأفئدة / الساعة دقت رعب الزمن اليومي / أمد يدي ليدي / يرتد صداها / هذا الليل فضاء للرغبة / هذا الليل فضاء للموت / يتمدد كلب في مرآب مهجور وينام",.

من عناوين القصائد نذكر: ",كفى", ، ",أجمل ما فيك أنتِ", ، ",عيناك سلام والأرض", ، ",العشق الرقص أنت", ، ",هي الأيام أغصان كسيرة", ... الخ.