كيف يمكن لفضاء الكتابة أن يستوعب كتابة الفضاء؟ فضاء الكتابة ليس بأقل تنويعا وتغايرا وتعالقا تحابك من الفضاء المعيش اجتماعيا وأسطوريا .كتابة على الطبيعة وعلى جسد الإنسان وعقله ،كما الكتابة فضاء يكتسب وجوده من تفضيته وانتظاماته.الإنسان في وجوده التاريخي يكتب فضاءه الحيوي، مثلما الكتابة على الفراغ الأبيض للصفحة تكتب فضاءها الرمزي،فكيف لا تكون الصفحة المكتوبة فضاء كما الفضاء صفحة مكتوبة؟إن حل حرف يخدش الفضاء فيخلقه مغيرا إيه، فتتكاثر الحروف وتنتظم،كما تتعدد الفضاءات وتتهندم وتتهندس، خالقة فصيلات وأنواعا وفضائل وأجناسا. جورج ييريك في هذا الكتاب يرسم دوائر الفضاءات المنداحة عن الصفحة البيضاء فيما هو يحاول إبداع نص متفرد يتأبى على التصنيف.