وصف الكتاب
إن الحوار بالمعنى العام للكلمة وحوار الحضارات بمعناها الخاص ليست قضية جديدة، كانت نهجاً اتبعه الأنبياء في تنفيذ برامج رسالاتهم الإلهية، وهناك بعدهم أفراد كانوا يرون أنهم يتحملون مسؤولية في هذا الصدد، وسعوا إلى رسم خطوط لدى أتباع الحضارات. ولهذا الأمر سابقة ساطعة في الإسلام، نلاحظ ذروتها في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم في عصر من بعده من الخلفاء، حيث تمّ فتح باب اتصال العالم الإسلامي مع عالم الشرق والغرب. وبالطبع اهتم علماء الإسلام بهذا الأمر فيما بعد، ويزخر التاريخ الإسلامي بجهود أولئك العظام في مجال الحوار منهم جمال الدين الأفغاني، وهو مثال لذلك في التاريخ المعاصر.
في هذا الإطار تأتي الدراسة في كتاب ",حوار الحضارات في المنظار الإسلامي", الذي نقلب صفحاته. استفاد الباحث فيها من مصادر ومراجع متعددة بالإضافة إلى استعادته من مشاهداته ودراساته في مجال أوضاع العالم المعاصر، ومما سمعه وتوصل إليه في مجالات مختلفة من حياة البشر في هذا العصر ومن مكتسبات أصحاب الرأي ورجال السياسية والمقال، متوصلاً في ظل المقارنات والغور والتعمق إلى استنتاج قام بوضعه وتقديمه في نهاية هذه الدراسة.