وصف الكتاب
لا بد أن المنظر كان مؤثراً فعلاً وأن ",وان هو", شعر في قرارة نفسه بأهمية العمل الذي هم بتنفيذه، لقد سار بتؤدة بين جميع النبلاء، وعلى قرع الطبول ارتقى المنصة التي سيكتب عليها التاريخ والتي نصبت عليها طائرة ورقية غريبة الشكل تحمل 47 سهماً نارياً ضخماً من تلك التي نجح مواطنوه الصينيون في صنعها، جلس ",وان هو", على مقعده المزركش في الطائرة وصمتت الطبول، اقترب عبيده وهم يحملون المشاعل وحين أشار لهم بيده أشعل كل واحد سهماً وابتعد ولكن الطائرة لم ترتفع بل استحالت كتلة من لهب ودخان، أما ",وان هو", فلم يُعثر له على أثر…
إن هذا الوصف المفترض قد لا يفي بحقيقة ما جرى فعلاً ذلك اليوم، منذ ما يقارب الخمسة قرون، لكن ما نعرفه أن حلم الطائرة الصاروخية لم يمت مع ",وان هو", بل صمد واستثمر واستحوذ على فكر رواد الطيران في القرن العشرين منفذوه أولاً في ما يشبه الألعاب النارية ثم طوروه في عقود من التجارب المرة والمعقدة حتى صنعوا الطائرة الصاروخية المثلى: المكوك الفضائي!
إن قصة الطائرة الصاروخية التي تدور قصتها في هذا الكتاب جديرة بأن تروي، وهي مثال رائع على ما يمكن للجهد الإنساني المتواصل أن يحقق من إنجازات،إن المحطات الفضائية المزمع بناؤها في مدار الأرض في القرن القادم ستعتمد على نماذج مكوكية مختلفة لتجميعها وتموينها بالعتاد والرواد لإطلاقه البعثات الاستكشافية إلى الكواكب البعيدة، والحلم الذي مات ",وان هو", في سبيله تحقق في هذا القرن وأعطى الإنسان أجنحة من نار، بها سيوسع حدود مداركه حتى النجوم البعيدة…