للأسرة أهمية بالغة في حياة الأفراد والجماعات، فهو نواة تكوين المجتمع وهي الحضانة التي يتربى فيها الأطفال، وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع ففيها يتم صناعة المواطنين، إذا صح القول، وتلقي الظروف الحديثة كثيراً من الضغوط والأزمات والصراعات والتوترات والصعاب والمشكلات، ولذلك من الأهمية بمكان أن يهتم المجتمع بالأسرة الحديثة وأن يحرص على سلامة تكوينها إبتداء من حسن إختيار شريك الحياة ومواكبة الأسرة بالرعاية النفسية والروحية والعقلية والأخلاقية والجسمية والفكرية والعقائدية والمذهبية والوطنية والدينية؛ إن الرعاية الشاملة منذ تكوين الأسرة حتى إكتمال نضوج أفرادها وقيام كل منهم بدوره بتكوين أسرة مستقلة.

وفي هذا الإطار يجيء الكتاب الحالي ليلقي الضوء على الأسرة ومشاكلها ومنغصاتها والمنازعات التي تنشب بين أعضائها وسبل علاجها وهناك مناهج مختلفة للعلاج الأسري والكتاب الحالي يستعرض هنا المناهج للتعرف على أساليب العلاج الأسري إذ يبين أن علاج فرد واحد من أفراد الأسرة لا يكفي إذ لا بد من علاج جميع أفراد الأسرة ككل في نمط من العلاج الجماعي أو العلاج البيئي وكلما زادت مشاكل الأسرة وكلما زادت أهميتها كلما زادت الحاجة إلى رعايتها.