وصف الكتاب
تفضح القراءة المتأنية لصيغ تناول ظاهرة العولمة (globalization)، وأشكال تداولها في الفضاء المعرفي والعلمي، وحتى الأكاديمي عن مدى الإهتمام الذي حازته بوصفها ظاهرة نوعية وسيرورة لها قوانينها وآليات إشتغالها، بما تفرزه من تأثيرات مرغوبة أو مستهجنة، ثم لكونها حدثاً نوعياً ينبئ عن تغيير بنيوي عميق في التجمع البشري؛ الإقتصادي والإجتماعي والسياسي والثقافي.
وقد أجمعت الإهتمامات الدراسية على أن ",العولمة", ظاهرة معقدة ومركبة لها أبعادها ومظاهرها الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية والمعلوماتية والإعلامية والتكنولوجية.
وتتجلى العولمة في مظاهرها وأبعادها الإعلامية والإتصالية في زيادة عمليات التدفق الإعلامي عبر الحدود الوطنية؛ ممثلاً في البث التلفزيوني عن طريق الأقمار الصناعية، وشبكة الإنترنيت التي أصبحت ترتبط كل العالم، من خلال تطور أجهزة الكمبيوتر التي ساهمت في تفعيل العمليات الإتصالية، محدثة بذلك ثورة معلوماتية وإتصالية - خاصة بعد إندماج وتكامل تكنولوجيا الإتصال مع تكنولوجيا المعلومات - أتاحت فرصاً غير محدودة أمام الجمهور للإنتقاء بين وسائل الإعلام التقليدية (صحف، إذاعة، تليفزيون)، والحديثة (البث الرقمي، أجهزة الكمبيوتر، شبكات المعلومات، الصحافة الإلكترونية، والوسائل المتعددة.
إنطلاقاً من ذلك يحاول البحث في شقيه النظري والميداني الإجابة على التساؤلات الآتية: 1-ما عولمة الإعلام والإتصال، وما أبعادها ووسائلها لإكتساح المجتمعات وتنميط الثقافات المحلية في بوتقة الثقافة العالمية؟، 2-ما هي الآثار التي أحدثتها وتحدثها عولمة الإعلام والإتصال في مجتمعات تتلملم بشأن الظاهرة قبولاً ورفضاً؟ وتحديداً نوعية الآثار الإجتماعية والثقافية للظاهرة في تجلياتها الإعلامية والإتصالية؟، 3-في ظل إجتياج ظاهرة عولمة الإعلام والإتصال المجتمعات النامية؛ العربية والإسلامية منها خاصة، عرفت وتعرف ",سوتلة", الفضاء وإستغلاله إعلامياً وإتصالياً تطورات متسارعة، فأصبح للقنوات الفضائية تواجد كبير، وتطور في التكنولوجيات وأساليب العرض، وتنوع المضامين التي بدا على بعضها التجاوز الظاهر والجلي للقيم المجتمعية والثقافية السائدة في بيئاتها، فضلاً عن البيئات المستقبلة لها.
فما هي الآثار المحتملة لبرامج هذه القنوات؛ وتخصيصاً الآثار الإجتماعية والثقافية؟ وهي (البنى الإجتماعية والثقافية) تشكل العمود الفقري في تركيبات التجمع البشري، والسياق المحدد لمنظومة السلوكيات المعرفية (الباطنة) والحركية (الظاهرة) على السواء، على الشباب الجامعي بالجزائر؟ وما عوامل حدوث هذه التأثيرات؟ وكيفية مواجهتها والتصدي لها إجتماعياً وثقافياً؟ هذا ما يحاول هذا الكتاب الإجابة عليه.