تشكل الضغوط النفسية الأساس الرئيس الذي تبنى عليه بقية الضغوط الأخرى، وهو يعد العامل المشترك في جميع أنواع الضغوط الأخرى مثل: الضغوط الإجتماعية، ضغوط العمل (المهنية)، الضغوط الإقتصادية، الضغوط الأسرية، الضغوط الدراسية، الضغوط العاطفية.

ولأهمية هذا الموضوع يأتي هذا الكتاب لمعالجة النقص في المكتبة العربية بوضع كتاب كمقدمة حول الضغوط النفسية، حيث حاول المؤلفين توضيح معنى الضغط النفسي في ضوء التعريفات ووجهات النظر المتعددة وأهمية دراسة مثل هذا الموضوع والتعرف على مظاهره وأشكاله ومصادره الخارجية والداخلية وأثارها على الشخصية، وتم التطرق إلى بعض النظريات والنماذج التي تفسر الضغط النفسي، وكذلك التعليق ببعض التفسيرات وتوضيح المطلوب للتعامل مع الضغوط النفسية وإدارتها بصورة تخفف على الإنسان من معاناته ومساعدته في مواجهتها والتغلب عليها.

كذلك خصص القسم الأكبر من هذا الكتاب في الحديث عن كيفية التعامل والتكيف مع الضغوط النفسية التي يمكن أن يواجهها الإنسان العادي في مراحل عمره المختلفة.

الضغوط لا تتكاثر في مجتمع معين بل لا يكاد يخلق منها أي مجتمع سواء راقي متحضر أو متخلف فقير.. في السويد أعلى معدلات للمعيشة والدخل يقابلها في الوقت نفسه أعلى إحصاءات للجنون والانتحار.. وفي إنجلترا الشباب المترامي على الأرصفة يتعاطون المخدرات.. وفي الولايات المتحدة الهيبز يؤلفون جمعيات للقتل.. والعقلاء لا يكتفون بالقتل الفردي إنما يقتلون بالجملة.. هتلر في ألمانيا وبوتين في القوقاز.. وقنابل أمريكا فوق هيروشيما وناجازاكي.. حروب وقتل ودماء وصراعات في العراق وأفغانستان والصومال والسودان.. إنه عالم مجنون فعلاً.. عالم فقد سيطرته على كل شيء.. يدفع الثمن غالياً صحته وعقله وماله وأولاده وعفته.. عالم يضحي في كل شيء مقابل طلب بسيط.. الهدوء والاستقرار والطمأنينة.. ورغم كل ما يفعله يصعب عليه أن يوفرها. فماذا يفعل؟. وأين يذهب؟.. المخرج السلام، الأمن، السلام.