هذا هو الكتاب الثاني من سلسلة دراسات إسلامية هادفة (الحرب النفسية)، وقد سبقه الكتاب الأول الذي كان مدخلاً عاماً تحدث عن مفهوم الحرب النفسية وخطرها ووسائلها وتاريخها.

وفي هذا الكتاب الثاني حاول المؤلف أن يعرض الحرب النفسية التي تشن لزعزعة الكافرين ولتثبيت المؤمنين منطلقة من منطلقات الإسلام ملتزمة قيمه الفكرية والأخلاقية.. وأن يعرض كذلك الحرب النفسية التي شنت على المسلمين إبان نشوئهم وتكون أمتهم، وكيف أحبطتها ودحضتها وأذهبت تأثيرها التربية القرآنية الفذة للصف المسلم، ثم عرض الكتاب -أو حاول عرض- الأسلوب القرآني والنبوي في قذف الرعب في قلوب الكافرين وبث الهزيمة في نفوسهم وجعلهم يتصورن، بل يعتقدون، قبل أن يلتقوا بالمسلمين في ميادين القتال أن باطلهم مدموغ زاهق، وأن الحق لا محالة ظاهر منتصر ظافر، فلقد رسخت آيات الكتاب، وعزمات المسلمين، وصدقهم في اللقاء، هذا المعنى حتى صار حقيقة الحقائق والمسلمة التاريخية الكبرى.

ولقد تبين الكتاب -في حدود طاقة كاتبه وهي محدودة- بعض المفاهيم القرآنية، والوسائل الربانية التي اتبعها المسلمون في تحصين صفهم وتحقيق التفوق النفسي على عدوهم، وعرضت فيه حديث القرآن عن بعض الغزوات مبرزاً الجانب النفسين دون تكلف أو اعتساف. ثم حاول الكتاب التعريف بأهم ملامح وسمات العسكرية النبوية التي هي ترجمة عملية وتصوير واقعي تطبيقي حي للمفاهيم القرآنية.

وبعدها تحدث الكتاب عن المدرسة العسكرية الإسلامية التي شكلت امتداداً للعسكرية النبوية، حاول هذا الامتداد أن يفسح رقعة الصراع وساحة الصدام مع قوى الكفر عبر مسيرة أمة الإسلام، لكنه -أي الامتداد- مع انفساح الرقعة حافظ على أصوله، وثبت على قواعده وقيمه وبقي متبعاً خطى نبيه صلى الله عليه. ثم بينت في الكتاب وسائل العسكرية الإسلامية في حربها النفسية، وكيف يقاوم الإسلام أساليب الآخرين في حربهم النفسية ضد المسلمين.