صحة الإنسان بعامة وصحته العقلية بخاصة أغلى ما في هذا الكون الفسيح. فالتمتع بالصحة النفسية والعقلية نعمة من نعم الله على الإنسان لا تفوقها أية نعمة أخرى، ولذلك يهدينا إسلامنا الخالج والحنيف إلى الحرص والاهتمام والمحافظة على قوانا النفسية والعقلية والجسمية سوية سليمة نافعة، ذلك لأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. ولأن العالم كله لا يساوي شيئاً إذا فقد الإنسان فيه ذاته أو نفسه أو عقله الذي وهبه الله لهذا الإنسان الذي عهد الله تعالى إليه عمارة الكون وعبادة الله.

ولذلك من الأهمية بمكان أن يحافظ الفرد وذويه على صحته النفسية منذ نعومة أظفاره وأن يتحاشى العوالم والأسباب والمؤثرات التي تقود للإصابة بالأمراض النفسية وهي أسباب كثيرة ومتعددة ومتنوعة ومعظمها إن لم يكن جميعها، يمكن تحاشيه ذلك لأن العلم أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن غالبية هذه الأمراض وظيفية بمعنى أنها لا ترجع إلى أسباب عضوية وإنما ترجع لأسباب نفسية وظروف القهر والحرمان والقسوة والإهمال أو الدلع والتدليل الزائد، وذلك كله هو محور البحث في هذا الكتاب، وجاء ذلك ضمن فصول سبعة تناولت بالتحليل المواضيع التالية: كيفية التمتع بالصحة النفسية، كيف تنمو الاضطرابات النفسية، بعض اضطرابات تناول الطعام، بعض اضطرابات الطفولة، العنف والإدمان، البارانويا والهوس، مناهج العلاج النفسي الحديث.