وصف الكتاب
تعد الضغوط النفسية من الظواهر النفسية الشائعة في حياتنا اليومية، وإحدى المفاهيم الرئيسة لفهم السلوك وتفسيره (Mullins, 1996)، فالإنسان يشعر بالمتعة والسرور حين يصل إلى إشباع حاجاته، ويشعر بالضيق أو الضغط النفسي إذا مُنع من إشباع تلك الحاجات. عندما نتحدث عن الضغوط النفسية أو الضغوط في العمل، فإننا نتحدث عن مشكلة رافقت الإنسان منذ وجوده على الأرض، وبدء العمل في الأرض أو في الصيد... الخ (هيجان، 1998). يعد عصرنا الحاضر عصر الضغوط النفسية؛ وذلك لأسباب عدة أهمها: التنافس الشديد على الموارد المحدودة، وظهور الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والحروب، والكوارث البشرية والطبيعية... الخ، وكلها سمة من سمات العصر الحديث (معروف، 2001)، ويؤكد كل من بويل وانرايس Powel &, Enrights (1990)بأننا نعيش في عصر الضغوط النفسية والأزمات، إذ تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن ما نسبته (80٪) من أمراض العصر الحديث، مثل النوبات القلبية، وارتفاع ضغط الدم، والصداع النصفي، وقرحة المعدة والقولون، قد تكون بدايتها الضغوط النفسية. وتنتشر الضغوط النفسية في جميع مجالات الحياة، وتظهر أكثر في مجال العمل، فكم من عامل يطمح إلى الحصول على زيادة في الأجر، أو على ترقية، أو على استراحة من العمل... الخ، ولا يحصل على مبتغاه، وبالتالي يقع فريسةً للإحباط أو الضغوط النفسية. ويمتد تأثير هذه الضغوط النفسية ليشمل مختلف جوانب حياة العامل وصحته الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى إنتاجية المنظمة وأدائها، مما ينعكس سلباً على المجتمع بأكمله. ومن هنا جاءت أهمية العناية بإيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع الضغوط النفسية للحد منها، أو إبقائها ضمن المستوى الطبيعي.