صممت الأدوات التي ستقرأ عنها في هذا الكتاب كي تدفعك للتحرك ومواصلة المسير في الاتجاه الصحيح، ومن ثم حثك على الإنجاز والعطاء لما تبقى من حياتك، يكمن الجمال الذي يميز التحرك واستخدام تلك الأدوات في ان النتائج ستولد قوة دافعة تحفزك تلقائيا، إن كانت سليمة، على مواصلة التحرك والإنجاز، وتنظيم حياتك في دورة من تحسين الذات التلقائي. صحيح أن جعبتي تزخر بعشرات الأدوات المفيدة، ولكن ذلك لا يعني نجاحها في جميع المواقف، أو محبتك لها بالضرورة، فإن لم يعجبك اقتراح أو أداة معينة، فبإمكانك عدم استخدامها. تقارب الشخصيات المختلفة مشكلات الحياة وعقباتها بطرق متباينة (لاحظوا أنني لم أدعها بالتحديات، وسنناقش ذلك لاحقا)، ولكنك ستكتشف في النهاية أن معظم الطرق التي أدرسها لم تنجح مع معظم الناس. أتمتع بشخصية عملية في الحقيقة، وأملك حافزا قويا لإنجاز الأشياء ( لا يعني هذا أن الكتاب موجه لمن هم على شاكلتي فحسب)، ولكن الدافع الوحيد الذي ألهمني للانخراط في مهنتي الحالية كان نتيجة الصدمات التي سببتها لي تجاربي في الحياة، وثبطت عزيمتي، مما جعلني أوجه السؤال ذاته لنفسي: كيف أمضي قدما؟ أدركت في بداية الأمر وجود الكثير ممن مروا بهذا الموقف من قبلي، فتوجهت للخبراء ملتمسا حكمتهم ونصحهم، وقد وجدت الكثير من الابتذال واللعب الذكي بالألفاظ، الذي يكاد يخلو من أي جوهر حقيقي يساعدني على الخروج من الوضع الذي جرتني إليه الحياة، حيث كنت قد مررت بالكثير من الأحداث المأساوية في فترة قصيرة جدا من الزمن، ولم تكن الحلول التقليدية المتبعة كافية بالنسبة لي.