وصف الكتاب
يشغل موضوع الصحة النفسية حيزاً في كتابات المتخصصين في العلوم النفسية والطبية والتربوية كما يشغل إهتمام الناس على إختلاف فئاتهم ومشاربهم وأعمارهم، وهذا لا شك فيه، لأن كل إنسان يسعى في حياته إلى أن يحقق أعلى درجة من درجات الصحة النفسية وراحة البال والتكيف، ولكن تحقيق هذا الهدف صعب المنال، كما لا يمكن بلوغه دوماً.
من هنا، فإن الصحة النفسية نسبية، وكل فرد منا يواجه عدداً من المشكلات أو الضغوطات خلال حياته والبعض يتعامل معها ويحلها ويحقق التكيف وبعضهم لا يستطيع ذلك فيقع عرضة للأعراض والإضطرابات النفسية.
يتناول هذا الكتاب موضوع الصحة النفسية من منظور تكاملي ",نفسي بيولوجي إجتماعي",، وذلك إستناداً إلى قناعة الباحث بأن شخصية الإنسان كل متكامل، وأن عوامل متعددة قد تفاعلت لتكونها في سوائها وإنحرافها، وأن علاج هذه الشخصية حين تنحرف وتضطرب، تتطلب تضافر التقنيات والإتجاهات النفسية والطبية والإجتماعية لتحقيق الغاية النهائية وهي التكيف وتحقيق الذات والحفاظ على التوازن النفسي.
اعتمد الباحث في تأليفه منهجاً علمياً يستند إلى تعدد الإتجاهات النفسية وتكاملها وذلك بالإستناد إلى أحدث النتائج والدراسات العلمية في هذا المجال، وذلك كله وفق الأبواب والفصول التالية: الباب الأول: أسس الصحة النفسية ومظاهرها، وفيه الفصول الآتية: مفهوم الصحة النفسية ومظاهرها، التكيف، السلوك السوي والسلوك الشاذ، الشخصية والصحة النفسية.
أما الباب الثاني: فيتضمن الأسس الدينامية لإختلال الصحة النفسية، ويشمل الضغوط النفسية، الإحباط الصراع النفسي، آليات الدفاع الأولية، العقد النفسية، القلق، وعوامل إختلال الصحة النفسية ونظرياتها؛ أما الباب الثالث: فيتطرق إلى الإضطرابات السيكوسوماتية، والسلوك اللاإجتماعي، وإضطرابات الشخصية، ومشكلات الأطفال النفسية، والباب الرابع: مجالات الصحة النفسية في الأسرة والمدرسة، وفيه الحياة الزوجية والصحة النفسية، المدرسة والصحة النفسية، مشكلات التلاميذ المدرسية وأخيراً مؤسسات رعاية الصحة النفسية.
لقد تم اعتماد هذا الكتاب على الدليل التشخيصي الخامس للطب النفسي وذلك ليواكب أحداث التطورات والتغيرات العلمية ليحمل الكثير من التطورات في العلم الواسع والسريع في مجالاته وتقنيات علاجه وتطبيقاته وتقنياته العلاجية فإن تتطور العلوم النفسية باستمرار مع المجتمعات وتقدمها ومع التغيرات الاجتماعية الحتمية والمتزايدة ويتزامن هذا التغير مع تزايد البحوث النفسية التي تتبع مناهج البحث المتنوعة ويعتبر ميدان الصحة النفسية أحد الميادين التي تعكس هذا التطور الذي يهدف إلى فهم المشكلات الإنسانية النفسية ومعالجتها تغطي السلوك الإنساني في سوائه وانحرافه.