وصف الكتاب
هذا الكتاب يتكلم عن معجزة الخلق في الخلية التي تعد أثراً صغيراً جداً يشتمل على نظم متكاملة مبهرة أكثر من مركبة الفضاء العملاقة، وسيضع هذا الكتاب نصب أعيننا الحركات اللاشعورية غير المتوقعة في جميع المواد التي تحتويها الخلية من جزيئات وأنزيمات وبروتينيات منتجة داخل الخلية.
وشرح ما هية الخلايا الموجودة في جسم الإنسان والتي يبلغ عددها مائة بليون خلية تقريباً. ويعرض أيضاً النماذج المتعلقة بكل خلية والتي تعرض تطورات العلم والعقلية الجبارة الغذة. وسيوضح أخيراً كل ما في الخلية الحية ما هو إلا آية من آيات الله تعالى وليس نتيجة المصادفة العمياء.
والسبب الحقيقى الذي جعل كاتب هذا الكتاب يتناول موضوع الخلايا بصفة خاصة هو إلقاء الضوء على الحقائق بأسلوب علمي رداً على من يدعي أن الحياة ما هي إلا نتيجة المصادفة، ومن ينكر وجود الله عز وجل،ويثبت أن للحياة مميزات جزئية وكلية لا يمكن وجودها بالمصادفة، وإنما هي مخلوقة عن علم وقدرة، غير أن السبب الرئيسي لتأليف هذا الكتاب هو تسبيح رب العالمين والاعتراف بقدرة الله في خلقه جل جلاله.
تتميز الداروينيّة التي سيقت كنظرية علمية خلال القرن التاسع عشر بافتقارها، بدرجة كبيرة جداً إلى المستوى العلمي والتكنولوجي المطلوبين، وهذه الميزة كانت السبب في تبني المؤمنين بهذه النظرية للفكرة القاتلة بأن ",الحياة في الأصل تكمن في شيء ذي تركيب بسيط جداً",. وهذه فكرة لا تمت إلى الحقيقة بأية صلة خصوصاً وأن المفاهيم العلمية في تلك الفترة كانت تتسم بالديائية، ولعل أفضل مثال على ذلك التعريف الذي ساقه العالم الألماني ",أرنست هاكل", المعاصر لتلك الفترة بشأن الخلية الحية، فقد عرفها بأنها ",بالون صغير ذو شكل هيلامي.
إن هذا المستوى المتدني من العلم كان يؤدي إلى تشبث دعاة نظرية التطور بادعاءات بعيدة عن روح العلم مثل ادعائهم بأن الخلية تنشأ بواسطة العوامل الطبيعية من تلقاء نفسها وبكل سهولة.
إلا أن هؤلاء كانوا بلا شك يتخبطون في خطأ كبير جداً. وقطع العلم في غضون الفترة التي تلت ظهور داروين وخلال المائة سنة الأخيرة خطوات كبيرة بل عملاقة وقد اكتشف العلماء حقيقة الخلية المحيرة للعقول، تلك الخلية التي قال عنها أرنست هايكل: ",هي عبارة عن بالون صغير ذي شكل هيلاني",. وقد لاحظ العلماء أن الخلية ليست بسيطة التركيب كما كان الإدعاء في فترات سابقة، بل إن لها نظاماً معقد التركيب إلى حد كبير وهذا ما أثار دهشتهم وحيرتهم. وهذا التعقيد ما كان يمكن لداروين أو غيره من معاصريه أن يتصوره.
والكتاب الذي بين أيديكم الآن سوف يساعد على استيعاب حقيقة الخلية وفهم ما هيتها، هذه الخلية التي تعتبر صورة مصغرة لأنظمة تقنية عالية جداً ضمن تركيب معقد للغاية، وعي تعتبر إحدى معجزات الخلق.
وسوف تجدون في هذا الكتاب كيفية قيام تراكيب وعضويات الخلية بأداء وظائفها، وكيفية إنتاج الأنزيمات والهرمونات والجزئيات الأخرى داخل الخلية، وكيفية قيام هذه العضيوات الخليوية بعملية الإنتاج بصورة وكأنها تدرك ما تفعل وبشكل لا يمكن بأية أن يحدث من تلقاء نفسه.
وسوف تقرأون في صفحات هذا الكتاب أمثلة من خلايا جسم الإنسان التي يربو عددها على المائة تريليون خلية، وهي تؤدي وظائفها بإيقان ودقة بفوقان التصور، وسوف تدركون بعد الفراغ من قراءة هذا الكتاب أن لا شيء حياً كان أم غير حي يمكن أن يظهر بمحض الصدفة، فكل مخلوق هو من خلق الله عز وجل رب السماوات والأرض الذي خلق كل شيء وسوّاه.