يُعَدُّ تعلم مهارات الذكاء الإنفعالي مطلباً ضرورياً من متطلبات التطور والتحضر في المجتمعات، إذ لم يعد الهدف الأساسي للتعليم مقتصراً على إكتشاف المعارف والمعلومات، وإنما تعَدَى ذلك، ليصبح إعداداً للحياة بإكتساب القدرة على التصرف، إنطلاقاً من مبادرة شخصية مستقلة والقدرة على التكيف مع المستجدات العلمية العالمية، مما أبرز أهمية الإهتمام بالبرامج التربوية التي تسهم في بلورة شخصيبة المتعلم وترتقي به نحو الكمال المعرفي والنفسي والمهني في ظل بناء شخصي متوازن مستقل ومبدع.

ومن هنا، تبرز أهمية تفعيل تلك البرامج في التوافق مع الذات والآخرين، وتوليد الطاقة اللامحدودة في الذات، ودفعها للتغيير الإيجابي والتفاعل مع الحياة، ونبذ تجميد مسارات الطاقة، والتعاطي مع خطوطها الأفقية والعمودية في الحياة وفي كافة الإتجاهات، تفاؤلاً وإيجابية، وفي مقدمة ذلك؛ السلام الروحي في داخل متعرجات الذات ومكنوناتها.

وتسهم موضوعات الكتاب، في توفير تلك الثقافة المندمجة بين الذكاء الإنفعالي وتوليد الطاقة اللامحدودة من خلال منظومة من التمارين والمحطات التدريبية، التي تم بناؤها من خلال التفاعل والمقاربات بين لغة الذكاء الإنفعالي ولغة الطاقة اللامحدودة ومعطياتها، لغاية تحقيق السلام الروحي أولاً، والإستجابة الإنفعالية المناسبة معه من جهة للمواقف المتنوعة، وتحفيز الذات لمواجهة التحديات التي تعترضها وتوجيهها نحو أبعاد الإيجابية في الحياة بعيداً عن السلبية والمثبطات.