حازت مؤخراً مقدرات الصغار اليافعين على اهتمام الباحثين، وأذهلت من انكبّ على دراسة نتائجها. فالأطفال باختصار يتمتعون بمقدرة وموهبة ونضج مبكر، ويهتمون بالحياة أكثر مما يعتقد اليافعون. والباحثون منذ خمسين سنة يحاولون فهم طبيعة الوظيفة الإدراكية عند الطفل وكيفية تطورها، وهدفهم إثبات أن الطفل ليس فقط كفوءاً، بل يهتم أيضاً بكل لعبة يمكن أن تحرّك قدراته وتساعده على تطوير ما اكتسبه من المعلومات.

وهذا الكتاب يقترح على الوالدة أو المربية 150 طريقة مبتكرة لتنمية ذكاء الطفل من عمر يوم واحد إلى عمر 6 سنوات، وهدفه فضلاً عن اللهو الجماعي، مواكبة نمو ذكاء الطفل، ذلك أن أداء أية وظيفة فكرية يصبح أكثر فعالية مع التحفيز والممارسة.

والألعاب المقترحة في هذا الكتاب تعطي للطفل فرصة حقيقية للعب واللهو ولاكتساب عدد من المعلومات الهادفة وللتمرن بشكل فعّال. والأنشطة التي يقترحها سهلة، بسيطة متعددة الأهداف يمكن القيام بها في البيت، في السيارة، في النزهة أو الحديقة، وصالات الانتظار...

هذا الكتاب ليس دليلاً لتعليم كيفية تحويل الطفل إلى نابغة صغيرة، لكن ذلك لا يعني أن على الوالدين اعتماد موقف سلبي، من مواجهة نمو الطفل الفكري، وانتظار أن يتقدم بنفسه بدون مساعدة. فكلما ساهم المربي بتنويع ردات فعل الطفل التلقائية والطبيعية، كلما زادت إمكانياته وتعمقت رغبته باكتساب المزيد.