هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم (مراقي السموُّ: كسر للجمود وخروج على المعهود)، يحاول أن يسبر أغوار التغيير الحقيقي، الذي يبدأ من تغيير النفس، مروراً بتطوير الذات وبناء القدرات، ومن ثم تحقيق الغايات المنشودة، وأن يقدم نماذج وتجارب وخبرات تُحتذى في التطوير والتغيير على مستوى الأفراد والجماعات والشعوب، فضلاً عن تعزيز السلوكيات الإيجابية في المجتمع وتفنيد السلوكيات السلبية؛ وأن يجعل الإنسان محور التنمية وأساس النهضة والثروة الحقيقية التي تمتلكها الأمم والشعوب، ويراهن في ذات الوقت على أهمية تصحيح عقيدته، وتحسين أخلاقه، وترقية سلوكه؛ موضحاً انعكاس ذلك إيجاباً على تغيير واقعه وتبدُّل أحواله.
كما يحاول الكتاب أن ينفذ إلى مكامن الإبداع والتميز في الإنسان، وأن يدعم كلَّ ما من شأنه أن يكسر الرتابة والجمود؛ وأن يتمرد على المعهود، من عادات مقعدة، وتقاليد مثبطة، وسلوكيات منفرة.
وقد كُتب معظم هذه المقالات في غضون أربع سنوات، بين الأعوام (1437-1440ه) الموافقة للأعوام (2016م-2019م)؛ امتداداً لمقالات سابقة، نُشر بعضها في كتاب (مرافيء وشرفات: بحث دائب عن الإبداع والتميز والرقي) الذي صدر عام 2016م.
طرقت المقالات شتى الموضوعات التي تتناول جوانب العقيدة والسلوك والأخلاق، ولكن الرابط الأساسي الذي يجمعها هو الإنسان نفسه كما ذكرنا، وجاء ترتيبها في فصول ثلاثة وَفْق الموضوعات التي تطرقت إليها: (التغيير المنشود، أخلاق وسلوكيات، نحو تنمية حقيقية)، ليتناول في الفصل الأول (التغيير المنشود) بداية التغيير ومتطلباته، وفي الفصل الثاني (أخلاق وسلوكيات) كيفية هذا التغيير وما يقدح فيه من أخلاق وسلوكيات، ليختم بالفصل الثالث (نحو تنمية حقيقية) الذي يعالج قضية التنمية الحقيقية التي تجعل الإنسان محورها وحجر الرحى فيها.