وصف الكتاب
هل توقف أحدنا برهة في غمرة تيارات الحياة الدافقة يسأل نفسه عن ماهية النجاح؟ إن معرفة ماهية النجاح من العوامل المهمة التي تساعد على بلوغه، ومن ثمَّ تحقيقه وإدراك دور الإرادة الإنسانية في بلوغ الغايات الكبرى في الحياة البشرية، كما أن بلوغ تلك الماهية والوصول إلى كنهها ييسر الوصول إلى آليات تحقيق النجاح في الحياة عمومًا، وحياة المسلم خصوصًا، ويجعله قادرًا على أن يجيب عن الأسئلة الكثيرة التي ترتمي في مؤخرة عقولنا لا تجد إجابة، ولا نجد وقتًا للإجابة عنها في كثير من الأحيان.
لابد لكل مشرع نهضة من تحقيق عوامل النجاح فى الأفراد، وبلورة مفاهيمه ليحظى المجتمع بشرعية النهوض ومتانة البناء.
لقد اعتاد المفكر الدكتور عبد الكريم بكار أن يقدم زاداً متجدداً لقرائه ومحبيه، وفي حوارية مركز الراية للتنمية الفكرية معه التى قام بها الأستاذ علاء الدين آل رشي كان الموضوع الأساس هو: النجاح في حياة المسلم.
",إن مفاهيم النجاح ليست جامدة ومتحجرة", كما يقول الدكتو بكار، وإن ",الحديث عن النجاح يجب أن يظل جزءاً من حركة التربية لدينا: تربية الصغار والتربية الذاتية", و ",أعمال الإنسان فى الرؤية الإسلامية كل لا يتجزأ",... ومنهج المسلم هو قوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) (الانعام: 162 ،163) و ",لا نجاح من غير توفير أفكار ومفاهيم لمساعدة الناس عليه", و ",أخطر أنواع الجهل هو جهل الإنسان بنفسه",.
الأمم الكسولة لا تستطيع سماع صوت خطوات الوقت الهارب، كما يقول مالك بن نبي رحمه الله، واستثمار الوقت والتخطيط من أجل الأهداف الفرعية هو بداية السير لتحقيق أهداف أكبر.
إن الدكتور بكار فى حوارية (من أجل النجاح) يتكلم عن جوانب دقيقة في فقد النجاح: فهل الإنسان المسلم ماضوي غارف في دفء التاريخ... وما أهمية التراكم في التخطيط... وهل المثابرة أهم أم ذكاؤنا الموروث من الأجداد... وما موقع الروح الإيجابية في الصحة النفسية للمسلم.. وكيف تنقلب الأمور رأساً على عقب من خلال التربية التي نتلقاها، وعندما نواجه مشكلة ولا نحس أنها مشكلة أليس ذلك فى حد ذاته مشكلة؟.. أتمتلك منهجاً للسير أم نمضي بلا إتجاه؟.. وعلاقاتنا مع الناس ما دورها في النجاح وهل المعلومات معطيات خالدة، مع الناس ما دورها في النجاح وهل المعلومات معطيات خالدة أم شيء تصيبه الشيخوخة يحتاج إلى تجديد الشباب؟
لقد قدم البكار رؤى واسعة ولفت النظر إلى جوانب لا يعلمها الكثيرون منا.. وختم حواريته بوصيتين:
أولاهما: أن نعيد اكتشاف أنفسنا.
والثانية: أن نلجأ إلى الله بكليتنا ونطلب التوفيق والعون، فإنه: إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يقضي عليه اجتهاده.