وصف الكتاب
صديقي القارئ، اسمح لي أولاً أشكرك أن أعطيتني جزءاً من وقتك، لتتصفح هذا الكتاب، وقت الإنسان هو أثمن ما يهديه الإنسان لإنسان، فما بالك إن هو أهداه هذا الوقت ليتصل به عقلاً لعقل وفكراً لفكر وربما روحاً لروح، إنها الهدية الأثمن.
الراقصون تحت المطر، مجموعة من المقالات المنوعة في موضوعات شتى، وإن أتت في مجملها، على هيئة تأملات وأفكار ونصائح اكتسبتها من واقع التجربة الحياتية على مدى سنوات طويلة من العمر، عملت أن أقضيها في مواجهة صروف الحياة وتحدياتها بعقل متدبر، وروح إيجابية، وعزيمة وثابتة لا تلين ولا تنكسر، ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
في نهاية كل مقالة، ستجدني تركت سطوراً أسميتها ",وقفة تحت المطر", لتكون فرصة لك ، ولو لبضع ثوان، تنظر من خلالها، في الإتجاه المعاكس، نحو ذاتك فتخاطبها، وليس أعظم أثراً على عجلة التغيير البشري في هذه الحياة من يقظة الوعي، تلك التي تشغلها الأسئلة التي نطرحها على ذواتنا.
إن الشباب شباب الروح، فمن شاخت روحه فلن ينفعه صغر سنه، ومن ظلت روحه فتية شابة وقادة، فسيقهر الشيب والتجاعيد وسيظل نشيطاً رائق المزاج عذب النفس حتى آخر لحظة من لحظات حياته.
سأستمر ممسكاً يد الحياة، تلك الشابة الفتية دوماً، مهما بدا لي أنها تستطيب مد أياديها لمن هم أصغر سناً، فهي ليست كذلك أبداً، إن الحياة عروس تمسك يد من يمسك يدها.
عندما تتكالب عليك الضغوط وتعتريك الهموم فلا تسمح للدنيا أن تراك مهزوماً، بل تأنق وارتدِ أجمل إبتسامة، وثق برحمة الله تعالى، واخرج عليها!...
يجب ألا يغيب عن أذهاننا أبداً أن كثيراً من البشر من حولنا هم كالقدور المغلقة التي تغلي بما فيها من أفكار ومشاعر وإحساسات، قدور مغلقة تشتعل بنفسها طوال الوقت في إنتظار لحظة للتنفيس، وكلما تأخرت تلك اللحظة زاد غليانها لتصير أقرب للإنفجار.
ليتنا ندرك ذلك فننصت أكثر لمن نحب ومن يهمنا أمرهم، ننصت لهم ونعطيهم فرصة للتعبير حتى نشعرهم بتقديرنا لهم، وإدراكنا العميق لأهمية وجودهم في حياتنا.