أولًا وقبل كل شيء... قد تعتقد للوَهلة الأولى من قراءة العنوان أن هذا الكتاب يتحدث عن إلَه مستقبلي جديد... إلا أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق!

ببساطة، هذا الكتاب لا يتحدث عن إلَهٍ جديد، بل عن فَهمٍ جديد للإلَه، تصوُّر جديد، مفهوم موسَّع، إدراك أعمق. إنه ليس كتابًا دينيًا أو فلسفيًا أوعلميًا، بل إنه يقف في المنتصف حيث يتلاقى هؤلاء الثلاثة معًا في مفترق طرق، ليخرج برؤية موسَّعة وفَهمٍ أشمل لعملية الحياة ولطبيعة الإلَه الحقة - الفَهمُ الذي يمكنه أن يغير عالمنا عن بكرة أبيه، حيث يمكننا أن ننعم جميعا بالسلام والوئام والوفرة والسعادة، أخيرًا.

ربما تكون قد سمعتَ عن الصعود إلى البُعد الخامس أو الأرضِ الجديدة. هذا ما يتناوله الكتاب تحديدًا؛ كيف سيحدث هذا الصعود، وكيف ستكون الحياة على تلك الأرض الجديدة؟ كل هذا يعد جزءا من عملية التطور، حيث نختتم دورة حياتية لنبدأ دورة جديدة.

نحن في زمن الحصاد. سنختتم دورة الانفصال والشقاق، لنبدأ دورة الوحدة والوفاق؛ وحدتنا مع بعضنا البعض، وحدتنا مع كل الحياة، وحدتنا مع الله. سنعيش في عالم جديد – حرفيًا!

فيما مضى، كان لدينا وجهة نظر محدودة. كان فهمنا غير مكتمِل. لم نتمكن من رؤية المغزى الحقيقي من وراء اختلافنا العِرقي أو الثقافي أو الديني أو المذهبي أو أيا كان وجه الخلاف، مما أدى إلى شتَّى أنواع الكراهية والتعصُّب والعنف والتطرف والإرهاب. والنتيجة كما نرَى، أصبحنا نعيش جحيمًا حيًّا على الأرص، فالحروب والنزاعات والفوضَى قد انتشرت في كل مكان، حتى أننا نوشك أن نشهد حربًا عالمية ثالثة، ولا نزال نتساءل عن السبب.

حان الوقت لتوسيع هذا الفَهم. حان الوقت لننفتح على أفكار جديدة بشأن الإلَه وبشأن الحياة. حان الوقت لنتخلى عن كل الخلاف والشقاق، وأن نتَّحد جميعا من أجل مستقبل أفضل للبشرية.