وصف الكتاب
يعدّ البحث في العلاقة بين العقل والدين من الأبحاث المهمة في علم الكلام الجديد، وغير خافٍ على أحدٍ ما لهذا البحث من أهمية، وقد كان مثار جدلٍ منذ زمنٍ بعيدٍ بين المتكلمين سواء في ذلك العالم الإسلامي او العالم المسيحي.
والبحث هو عن طبيعة العلاقة بين الطرفين؟ وهل هي علاقة تضادِّ او تلاؤم وإنسجام؟ والمقصود من العقل هنا تلك القوة التي تميّز بين الحق والباطل والخير والشر.
فقد أودع الخالق تبارك وتعالى في الإنسان قوّة تعرف الحق من الباطل في القضايا النظريّة وتدرك الخير من الشر والمنافع من المضارّ في القضايا العمليّة... ومتعلق الإدراك، تارة هو الوجود والعدم وهو ما يُصطلح عليها بــ",الحكمة النظرية",، وتارة إدراك ",ما ينبغي فعله وما لا ينبغي",، وهو ما يُسمى بــ",الحكمة العملية",...
ويمكن ملاحظة أهمية العقل ومنزلته والعلاقة بينه وبين الدين في كثير من آيات القرآن... ومن خلال الحضّ على التعقل والتفكر وطلب العام.
وسنبحث في هذا الكتاب العلاقة بين العقل والدين من وجهة نظر بعض الفلاسفة الإسلاميين، وبالخصوص صدر المتألهين الشيرازي، العلامة الطباطبائي، الشيخ مرتضى مطهري، الشيخ مصباح اليزدي والشيخ جوادي الآملي، والجامع بين هؤلاء الأعلام هو إنتماؤهم إلى مدرسة الحكمة المتعالية...