وصف الكتاب
مع كثرة النصوص الدينية الواصلة عن المعصومين برز الخلاف حول قول المعصوم وفعله وتقريره، ومن المشاكل التي واجهت الفقهاء في طريق الأخذ عن الرواة الثقاة، هو أن بعض هؤلاء الثقات أنهم كانوا قد دأبوا على نقل الأخبار عن المعصومين دون أن يذكروا سلسلة السند للإختصار أو لوثوقهم بسلسلة السند، مما قد يجعل القارىء في شك من حجية هذه الروايات، من هنا جاءت أهمية هذا الكتاب الذي يبرز أهمية دراسة حجة هذه الروايات من عدمها، هو أن عدد هذه الأحاديث الواردة عن المعصومين والتي سميت فيما بعد بالمراسيل كبير جداً، حتى ليصل في كتاب (من لا يحضره الفقيه) وحده إلى حوالي (2500) حديثاً. وكان من العلماء الذين أدركوا أن تأثير هذا الكم الهائل من الأحاديث على الواقع الفقهي والعقدي والأخلاقي، هو سماحة السيد مرتضى الشيرازي، الأمر الذي جعله يطيل الوقوف والتحقيق في إمكانية قبول مراسيل الثقات أو رفضها، وذلك في بحثه ",الخارج الشريف على القواعد الفقهية في النجف الشرف", وهو موضوع محاضرات استمرت من (12 محرم ولغاية 14 صفر من عام 1433ه) وكانت النتائج - موضوع هذا الكتاب - التي توصل إليها بعد البحث والتحقيق القول بحجية مراسيل الثقات مع توفرها على شرطين وقيدين، معتمداً - كما سيرى القارىء - في ذلك على النظرة الفقهية الأصولية العرفية، ومبتعداً عن الدقة العقلية والمنطقيات الصرفة، في موضوع خاطبت فيه الشريعة المؤمنين، وكان لمحقق هذا الكتاب السيد حازم الميالي الفضل في تقرير هذا البحث الحيوي والمهم، والذي هو في مضمونه ثمرة علمية كبيرة سواء كانت نتيجة القول بحجية المراسيل أو بعدمها أو التفصيل كما ذهب إليه السيد الشيرازي.