وصف الكتاب
فرضت الألفية الثالثة على منظمات الأعمال تحديات في غاية الجدة والحداثة ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ",الإهتمام برأس المال الفكري، والتركيز على بناء فرق العمل، وتطلعات وتعليقات جديدة لإدارة الموارد البشرية، والإستجابة السريعة للزبائن، والإستقلالية والإبداع والمغامرة المحسوبة، وزيادة مساحة التمكين وحرية المبادرة",.
إن مواجهة التحديات آنفة الذكر وإحتوائها يتطلب من إدارات منظمات الأعمال وقيادتها، وإعادة النظر في أساليبها وآلياتها وممارساتها الحالية التي أصبحت غير قادرة على إحداث التغيرات المطلوبة وضمان البقاء في عالم الأعمال شديد التنافسية.
إن المتمعن بالتحديات المشار إليها آنفاً وغيرها، يجد أنها تختلف وبشكل كبير جداً عن مثيلاتها في العقود السابقة، هذا من جهة، وتستلزم إدخال ممارسات وعمليات جديدة غير معهودة سابقاً أو أن ممارساتها محدودة حاضراً، ولعل أبرزها الإهتمام بصناعة وإستقطاب رأس المال الفكري وزيادة رصيده في المنظمة وتوسيع إعتماد الثقة في الإدارة والأعمال وتأسيس ثقافة التمكين والسعي الجدي لإحداث التغيير بأسلوب منهجي واعٍ وعلى وفق إستراتيجية ذات رؤى واضحة ومحددة المعالم والغايات والأهداف، وهذا من جهة ثانية.
وتأسيساً على ما تقدم، فإن الموضوع يتطلب الإهتمام بنشر المعرفة للمارسات الجديدة للإدارة وإيضاح مرتكزاتها الفكرية وأساسياتها المفاهيمية ومتطلبات تطبيقها الميدانية، ومن منطلق المبررات المذكورة جاء هذا الكتاب (إدارة التمكين وإقتصاديات الثقة في منظمات أعمال الألفية الثالثة) والذي يمثل مجموعة مقالات وبحوث تخصصية في الممارسات الإدارية المعاصرة، غاياتها إثراء معارف وخبرات ومهارات الدارسين والممارسين للإدارة والعاملين في منظمات الأعمال في هذه الممارسات عبر ثمانية فصول: اهتم الأول منها بأساسيات التمكين ومتطلبات تطبيقية، وعرض الثاني إستراتيجية التمكين ودورها في تحقيق الميزة التنافسية، وناقش الثالث موضوع الإتقان على رأس المال الفكر وأثره في نجاح الشركات الصناعية، وأوضح وحدد الرابع دور الإطار الإخلاقي للإدارة الإستراتيجية في بناء جسور الثقة في بيئة المنظمة، وبين الفصل السادس إستراتيجيات إدارة وتقليل الإجهاد ودورها كموجة في تنشيط ممارسة التمكين في منظمات الأعمال.
وناقش الفصل السابع إقتصاديات الثقة كأحد مرتكزات رأس المال الإجتماعي التنظيمي، واختتم الكتاب بالفصل الثامن والذي ناقش موضوع دور الحاكمية في تعزيز الثقة بين أصحاب المصالح في منظمات الأعمال.