مما لاشك فيه أن المجتمع الإنساني عامة فضلاً عن المجتمع الإسلامي خاصة يعاني من مشكلات، وأزمات حادة؛ فنحن إزاء مجتمع يفتقد للقيم الإلهية كمرجع يستمد منه أسس السلوك والتعامل الإنساني وآخر يمتلك ثروة، وكنوز من هذه القيت التي للأسف تقف فقط عند حد الأفكار النظرية المجردة دون التفعيل لها، وتأسيساً على ما سبق قامت الدراسات والبحوث الجادة بمحاولة تقديم النموذج المثالي لصورة المجتمع الإسلامي ولكننا نفتقد في جلها إلى الإستفادة بالفكر الإسلامي لعلماء المسلمين، ولهذا فإن هذا الكتاب يحاول إبراز هذا الخطاب الأخلاقي العملي والذي يمثل ثروة فكرية ظلت معطلة، بالإجابة عن مجموعة تساؤلات تعرض لها علماء الخلاق مثل، ما الطريقة العملية التي يتعامل بها الإنسان إذا كان في موقع سلطة مه من دونه أو من هو مسئول عنهم كالحاكم مع شعبه او العكس؟، وفي الحياة السرية كيف يتم التعامل بين الزوج والزوجة والأبناء والوالدين والأقارب والمعارف والجيران والضيوف؟، وكيف يتعامل الإنسان مع أفراد المجتمع كالأستاذ مع تلميذه أو المتعلم مع أستاذه وهي علاقة تبادلية لها أسس واضحة وكذلك التعامل مع الأغنياء والفقراء؟، كما يبرز هذا الكتاب الخطاب الأخلاقي الذي يعمل على تقويض دواعي التفرق والتشرذم والتقاتل حين يضع الأسس الواضحة للتعامل مع الشخصيات الإنسانية التي يعتيرها الضعف الديني وكيف يعمل على تماسك أفراد المجتمع، كما أن الكتاب تعرض لأدب الحديث والنقد لرأي الآخر وكيف يتم بأسلوب صحيح.