تصبّ دراستنا الأكاديمية في قالب الأبحاث التاريخية العتيقة التي ما تزال تداعياتها تمسّ المجال الأدبيّ ليس فقط في المشرق العربي بل في العالم ككل، وقد جاءت تحت عنوان: ",الأدب الأندلسي: دراسة جيو _ تاريخية (التأثُّر والتأثِير بالمشرق العربي)",، وما يميز هذه الدراسة عن غيرها من الدراسات التي تناولت الأدب الأندلسيّ، أنّها تغلغلت في عمق التلاحم والتنافر الذي حدث بين الأندلس والمشرق العربي هذا التناقض الذي أخذ طابع التنافس تارة وطابع التبادل والتلاقح الثقافي من أجل رسم صورة أدبيّة جميلة قد تكون نثراُ أو شعراً أو موشّحا، أو زجلا. وقد كان للفاتحين العرب دورا في نقل مختلف أوجه الثقافة والعلم والفكر إلى الأندلس، ما سمح بهجرة الكتب المشرقية في شتى العلوم، وكان للأدب العربي حصّة لا غنى عنها، هذا الأمر لا ينفي حدوث العكس، فالأندلس لم تؤثّر بطابعها الأدبيّ الخاص فقط، بل ساهم جمال طبيعتها وتفاصيلها الجغرافية والعمرانية في إلهام الكثير من العرب.
وعليه كانت دراستنا نِتاجاً لبحث تاريخي قائم على أساس من التنوع والتلاقح بعيداً عن رسم محطّات خالية من الحياة، بل سيغوص القارئ في عمق النماذج الأدبية المختلفة التي ساهمت في ضخّ الحياة في نصوصنا وإبداعاتنا على مرّ العصور.