يسود الاعتقاد بأن الذكاء هو قدرة العقل على التحليل المنطقي. لكن هذا الاعتقاد غير صحيح، فالعاطفة تقود الإنسان وتتحكم بقراراته خصوصاً عندما يكون مقتنعاً بعكس ما يفعله. لذلك مهما كان معدل ذكائنا العقلي، يحلّ الذكاء العاطفي في المرتبة الأولى قبله. إن المقياس الحقيقي للذكاء لا يقتصر على معدل الذكاء المعروف بل يتجاوزه إلى معدل الذكاء العاطفي. ومعدل الذكاء العاطفي يعبر عن نفسه من خلال تمالك الذات والتحكم بالاندفاعات العاطفية، والاستماع إلى صوت العقل، والمحافظة على الهدوء في جميع الظروف. تلك هي ثورة الألفية الثانية: إنها ثأر المشاعر والانفعالات من الذين لا يحسبون لها حساباً. إنها نهاية التفكير البارد كالجليد والإدارة انطلاقاً من الأرقام والإحصائيات واتخاذ القرارات البعيدة عن أرض الواقع. فالمستقبل سيشهد نهوض قيم جديدة هي الحدس والرقة والتعاطف والتشاور والمشاركة الواعية.

وعلى هذه الأسس ستتم تسوية المشكلات الكبرى والصغرى، فالمستقبل سيكون لأولئك الذين يمتلكون معدلات ذكاء عاطفي مرتفعة، وهذا بالضبط ما يسعى هذا الكتاب إلى مساعدتكم على تحقيقه في مجال الذكاء العقلي، كما في مجال الذكاء العاطفي الذي ما يزال الآن في أول عهده، فمعه سيتعرف القارئ على مفهوم الذكاء وأنواعه وعلى العوامل التي تساهم في تكوين الذكاء، وعلى أساليب تنشيط الذكاء، المكاني والعاطفي، والذاكرة وغير ذلك من الاختبارات الهامة التي ستساعد القارئ على اكتشاف مستوى ذكائه العقلي IQ والعاطفي EQ.