وصف الكتاب
على الرغم من قدم أساسيات موضوع الذكاء الإصطناعي إلا أن ثقل الموضوع وبالحالة التطبيقية لم يبرز بوضوح إلا بعد وصول الحاسبات على الحالة التي تمكنها من التعامل معه.
ومن أهم الخواص المطلوبة لمعالجة مشاكل الذكاء الإصطناعي هي الذاكرة الضخمة والتنفيذ السريع للإيعازات وتنوع الإتصال بين الآلة والإنسان بالشكل الطبيعي (من خلال النص والإيضاحات المرسومة والكلام).
وقد شهدت السنوات العديدة الماضية وضوحاً في إتساع رقعة التعامل مع هذا الموضوع في التطبيقات المختلفة، ومن ناحية أخرى فإن مؤشرات معمارية الجيل الخامس للحاسبات قد رصنت هذه الحالة من لخال توفير الخواص المطلوبة لإستخدام لغات الذكاء الإصطناعي كأساس في التعامل.
وفي الوطن العربي فإن إنتشار تقنيات الذكاء الإصطناعي ضمن المنظومات المتخصصة وفي مجالات مختفة مثل التطبيقات الطبية والصناعية وغير ذلك قد شجع على إدخال هذا الموضوع ضمن المنهج الدراسي لبعض التخصصات العلمية في الجامعات على مستوى الدراسات الأولية والعليا.
وظهرت هذه الحالة بوضوح في القطر العراقي حيث ادخل هذا الموضوع ضمن منهاج الدراسات العليا لبعض التخصصات الهندسية وعلوم الحاسبات إضافة إلى إدخال الموضوع ضمن المراحل النهائية لأقسام علوم وهندسة الحاسبات.
مما ذكر آنفاً تبرز الحاجة إلى توفير كتاب باللغة العربية يعطي ثقافة عامة في هذا الموضوع، ويكون رافداً لإسناد الخريجين المنتشرين في حقل العمل اللذين تدعوهم الحاجة إلى التعامل مع موضوع الذكاء الإصطناعي، إضافة إلى ذلك فإن مثل هذا الكتاب سيكون مساعداً للمنهاج الدراسي لعدد من الأقسام العلمية سنوات عديدة، وقد استندنا على هذا الأساس في إختيارنا لكتاب ",الن بونيه", خصوصاً وأنه غير منحاز إلى لغة برمجية معينة.
وقد تخرج الترجمة في موضوع من هذا القبيل عن السياق العام للترجمة التقليدية إذ تتعدد الجوانب التي يعني بها الذكاء الإصطناعي وتتداخل المواضيع الإنسانية الفلسفية والعلمية ضمن الموضوع.
ومن المشاكل الأساسية التي جابهتنا في الترجمة هي التوفيق ما بين الشكل الحرفي وعكس المفاهيم بشكلها الواضح حيث كانت الكثير من الأمثلة وخصوصاً في الجانب المتعلق بفهم اللغات الطبيعية تمثل تحليل لإحدى اللغات (اللغة الإنكليزية) وكان التحليل يرتبط بصورة مباشرة بالتركيب اللغوي للأمثلة لهذا فإن القيام بترجمة الأمثلة والتحليل في نفس الوقت قد لا يؤدي إلى عكس المفهوم الصحيح.