وصف الكتاب
",يجد كثير من الأذكياء أنفسهم في وسط قد أحاط بهم الطوفان... أو في مدينة غمرتها سيول الظلام فليس في مقدورهم قبول ذلك الوسط ولا في مقدورهم تغييره ويصبح الهروب من عالمهم هو المخرج الوحيد وهذا ما انتهى إليه أبطال هيجو وبايرون وفاجنر، حيث يخرج البطل من الحياة عن طريق الموت أو الجنون أو الانتحار أو أي طريق آخر، وهذا ما أكده ",هيجل: إن الشكوى تزداد باستمرار من أصحاب المثل العليا التي تصنعها مخيلتهم. أما ",بترارك", فقد أخذ الأمر بشكل آخر وقال: الإنسان لا يولد وهو مزود بنفس عظيمة، بل هو الذي يجعل من نفسه عظيماً يفضل مآثره العظيمة، التي غالباً ما تجلب له المتاعب.
هذا نص من ",النصوص الكثيرة التي بثها الدكتور ",عبد المعطي الخفاف", في كمتن كتابه هذا والذي أفرده لرسائل كان أرسلها لأول مرة في المهجر حيث حدثهم فيها عن بعض الموضوعات المتفرقة من المادة والمجتمعة في التوجيه والمغزى الأخلاقي، والتربوي، ومن عناوين هذه المقالات نذكر: تعيس لذكائه، احتراق العباقرة، ابتسامة الحب الضائع، الشهرة والسعادة، لا تسرع الموت أسرع، الأشرة تضع الشرور، العاشق الأفاك ينتهي إلى الهلاك، وهم الأبدية... وهم الكمال...