وصف الكتاب
في هذا الكتاب للمؤلف الخبير في علم الجمال وعلم النفس وعلم الاجتماع والتربية، وله فيها عدة مؤلفات، يجد القارئ في قسمه الأول، دراسة في موضوع الإبداع، وفي قسمه الثاني، دراسة أخرى في تذوق الجمال.
يعتمد الباحث منهجية عرض تعدد المعاني التي توصل إليها الباحثون في ما يتعلق بمفاهيم موضوعه بحسب تسلسلها التاريخي، ليخلص فيما بعد إلى طرح استنتاجاته أو إلى تعدّيها باتجاه اقتراح معاني جديدة. فالإبداع بالنسبة إليه:", عملية عقلية معرفية تمتاز بنوع من التفكير الراقي، يفضي إلى إنتاج منجز يحظى بالقيمة والأهمية، ويضيف إلى المعرفة شيئاً جديداً في ميدان تخصصه يثير المتعة والدهشة",.
أما التنظير لهذا المفهوم، فيبحثه الكاتب من خلال عرض موجز لأربعة عشر نظرية إبداعية طرحتها العديد من المدارس والاتجاهات في علم النفس في العالم، من بينها نظرية فرويد، ووجهة نظر د.نوري جعفر العراقي أستاذ التربية بجامعة بغداد، و",الذي أمضى عشرين عاماً في دراسة الابتكار، ومات غريبا في ليبيا!",. ويقدّم نقداً موجزاً لمفهوم النظرية وأهميتها وحدودها، إذ ",لم تقدم أية نظرية في الإبداع، القديمة منها والحديثة، تفسيراً متكاملاً يحظى باتفاق جميع أو غالبية علماء النفس المعنيين بالموضوع، وتتمتع بمنهجية واضحة وخطوات إجرائية دقيقة",.
كما يحلّل مفهوم الشخصية الإبداعية، التي تتميز عن غيرها من الشخصيات، والتي تشتمل على ثلاث خصائص: المعرفية، والشخصية بما فيها الدوافع الخاصة، وخصائص النمو والتطور. أما العملية الإبداعية، فقد ارتأى بعض الدارسين تقسيمها إلى مراحل، في حين رفض الآخرون ذلك، لأنه ",من الضروري النظر إلى التفكير المبدع بوصفه فعاليات ديناميكية متفاعلة أكثر منه مراحل متميزة",.
في موضوع قياس الإبداع، هناك من يقول ",أن الإبداع لا يمكن قياسه لأنه أصلاً عصي على القياس",، أما الموقف الثاني فيرى أن بالإمكان قياسه بصفته ",عملية عقلية", يمكن إخضاعها بالأدوات المناسبة من مقاييس واختبارات.
دراسة تذوق الجمال في القسم الثاني، تبدأ بمجمل تعاريف ",التذوق",، بما هو مثلاً ",حالة استمتاع يغلب فيها الطابع الوجداني بتفاعل ضمني بين الشيء الجميل والمرء المستمتع به",، ومن ثم بتعاريف ",الجمال", المختلفة، ومنها: ",ذلك الشيء الذي يسري فينا ويجعلنا نحب الحياة ونتعلق بها..",، لتصل إلى البحث في علاقة الحالة النفسية للمتذوق كشرط لتذوق الجمال.، وإلى تحديد أهمية القيم في هذا التذوق، وإلى شرح مفهوم ",المخططات المعرفية", بصفتها ",إطار معرفي يتضمن معنى كاملاً ومنظّماً لمفاهيم متنوعة ومتداخلة قائمة على خبرات سابقة",، كما إلى تأثير الألوان على مفهوم الجمال.
في القسم الأخير، يقدّم الباحث ",التوجه المقترح", لتنشيط الإبداع بصفته ",نشاط إنساني محكوم بالعمليات العقلية المنجزة من قبل الدماغ",، ويتوفر بتوفر ثلاثة شروط: تكوين الفرد الشخصي البيولوجي، تأثير البيئة بالمعاني الطبيعية والعائلية والاجتماعية، وتوفر الخصائص المميزة للمنجزات الإبداعية، كالذكاء والموهبة.