الأمهاتُ مصانع الأمم، بخطواتهنَّ يقاس عمقُ مجدها، ويُهندَسُ سقفُ طموحاتها، التي تزرعها في وعي أبنائها، وترسمها أكواناً في خيالاتهم، بينونها على أراضي يومهم وغد أحفادهم، والنَّاظرُ في تاريخ أي أمة ناجحة يجد أنها اعتمدت على أعمدة ثابتة، والناظر الحديد البصر يجد أن عبقريات الأمومة تحيطها من كل جانب، حتى تبلغ سماءها.

هذا الكتابُ لكلِّ أنثى تبحث عن نار تقتبس منها؛ لتشعل طموحها عبقريةً تتفجر ينابيعَ ضوءٍ تهتدي النجومُ بأنهارها.

هذا الكتابُ لكل رجل ذاق ثمرة عبقريَّات الأمومة، فأيقن حجم الصعاب الذي بذلت لصنعها عبر مذاقها الدقيق المترف بالحنان، فهو بين عبقريَّة أمِّ صنعته، وأمِّ يمتلكها وأمِّ صنعِت ما يمتلكه، وأمِّ يشرف على صنعها.