وصف الكتاب
بين يدينا نفحة أخرى من نفحات الأستاذ العقاد... نتفيأ ظلالها، ونقتطف ثمارها، ونرتشف رضابها، ونعيش أحداثها... مع أحد الشهداء الأبرار الأطهار، الذي تركوا بصمات جلية في سجل العظمة والإنتصار... مع ذي النورين... ",عثمان بن عفان", رضي الله عنه.
هذا الكتاب يكتب، تعريف بالنفس الإنسانية في حالة من أحوال العظمة والعبقرية، أو حالة من أحوال النبل والأربحية، وذلك من خلال المواقف والأحداث فحسب؛ وسيرة ",عثمان بن عفان", ما هي إلا نمط من أنماط متعددة، زخرت بها الدعوة الإسلامية من سير الخلفاء، وغير الخلفاء كأبي عبيدة، وخالد، وسعد، وأمثالهم من الصحابة والتابعين... ما منهم إلا من كان عظيماً بمزية، وعَلَماً من أعلام التاريخ...
فأين كان هؤلاء من العظمة، ومن تاريخ بني الإنسان، لولا العقيدة الدينية، والرسالة المحمدية؟؟؟... وسيرة عثمان رضي الله عنه لا تبرر لنا عبقرية كعبقرية الصديق أو الفاروق أو الإمام رضي الله عنهم، وإنما تبرز لنا من جانب الأربحية صفحة لا تُطوى، ولا يستطيع العقل الرشيد أن يرجع بها إلى باعث غير باعث العقيدة والإيمان.
لذلك، لم يكن مقتل عمر كمقتل عثمان رضوان الله عليهم، فبواطن الحادثين والقيم النفسية الكامنة وراءهما متباينة، لأن عمر رضي الله عنه قُتل بيد دخيلة على الإسلام، وبتخطيط من خصوم الإسلام، أما عثمان... فقد قُتل بأيد مسلمة، حركها وقادها الدهماء الشاغبون.
وعلى هذا لم يكن مدار البحث الخصومات والأحداث، وإنما القيم والمبادئ التي دارت عليها الخصومات والأحداث... ولقد كان مدار الخصومة، محاسبة الرعية للإمام، ومحاسبة الإمام لنفسه.