لقد شعر المؤلفان بحاجة الميدان التربوي إلى مؤلف خاص بتجربة إدارة الجودة الشاملة في ميدان التعليم، وأن يتم ذلك من خلال دراسة الجذور التاريخية لعلم الغدارة، أى مرحلة ما قبل التاريخ العلمي للإدارة، وأيضا من خلال المراحل العلمة لتطور الفكر الإدارى، والتى اظهرت أدبيات الإدارة إنها تتمثل في أربع مراحل، أو أربع حقبات تاريخية هي: الحقبة العلمية، والحقبة الإنسانية، والحقبة السلوكية، وحقبة تحديث الفكر الإداري، وأن يتلو ذلك توضيح ماهية الإدارة العامة ومجالاتها، واختبار وضع التعليم كمهنة، ودراسة نشأة وتطور الإدارة في مجال التعليم، ثم تحديد ماهيتها وأنواعها ومستوياتها، هذا من جانب، ومن جانب آخر استعراض نشأة إدارة الجودة الشاملة، وتوضيح الإطار الفلسفي لها ومفهومها ومبادئها وعناصرها ومتطلبات تطبيقها في مجال الإدارة العامة والتعليمية، وأخيرا تناول الكتاب تقيم مدخل إدارة الجودة الشاملة ومحاذير تطبيقها أو استخدامها بصفة عامة، وفي مجال التعليم بصفة خاصة.
وروعي في هذا المؤلف أن لا يقنع بالرصد لخطى إدارة الجودة الشاملة، بل يعتمد على التحليل والتفسير لها، وأن يجمع بين الأصول النظرية، وبين المجالات التطبيقية لها.
وروعي -أيضا- في هذا المؤلف أن يتم الاعتماد في ذلك على الكتابات الإدارية والتربوية المعاصرة كما هو واضح من قائمة المصادر في نهاية هذا المؤلف.
وانطلاقا مما سبق فإن هذا المؤلف يهم العاملين في ميدان الإدارة التربوية والتعليمية، كما يهم الممارسين لها، والمتأثرين بها.