وصف الكتاب
أما بعد: فإنَّ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم وجعله أشرف الخلائق أجمعين وميزّه على جميع مَن خلقَ بمنحه العقل، وهو قوة عرّفها الإمام أبو عبد الله جعفر الصادق عليه السلام بقوله: ",ما عُبِدَ به الرحمان واكتُسب به الجنان",، فالعقل وسيلة موصِلة إلى باب معرفة الله لكي يكون الإنسان عابداً لربه الكريم...
والعقل هو الأساس لتمييز الحق عن الباطل، ومعرفة الخالق وعبادته، وهو خير دليل إلى الصراط المستقيم، وبه يتم التكليف الشرعي على الإنسان، فإن فاقِدَهُ غير مكلف شرعاً، وهذا أيضاً من منن الله تعالى على الإنسان ونعمه عليه التي تستدعي الشكر، ووجوب شُكر المنعم من حكم العقل إستقلالاً.