وصف الكتاب
كثرت الآراء والأفكار حول مفهوم الإدارة وماهيتها ، كونها نشاط يتصف بالتميّز والإختلاف عن غيرها من الأنشطة الأخرى . وإن هذا التميّز لا يرجع فقط إلى اختلاف خصائصها عن كافة الأنشطة الإنسانية الأخرى ؛ بل أيضاً مرده على أنه الإدارة هي العنصر المسؤول عن تحقيق الأهداف والنتائج التي تسعى لبلوغها جميع المنظمات العاملة في المجتمع كمنظمات خدمة البيئة . وحول تعريف الإدارة ، يمكن القول بأنها الجهود الجماعية الهادفة التي يبذلها المنتسبون للمنظمة ، ويغلب عليها البرمجة الفاعلة ، لاستقلال الإمكانات والقدرات والطاقات ووضعها في الموقع المناسب ، بهدف تنفيذ المهمات بأكفأ الطرق وأقل التكاليف الممكنة . هذا وتنبع أهمية الإدارة الضغوط التي تواجهها المنظمات والمجتمعات الإنسانية اليوم ، حيث يواجه العالم اليوم الكثير من المشكلات بعضها سياسي ، والآخر إقتصادي وبعضه ثقافي وحضاري . من هنا يمكن القول بأن الإدارة هي الأداة الأساسية في تسيير الأعمال داخل منظمات الأعمال ، فهي التي تقوم بتحديد الأهداف وتوجيه جهود الأفراد إلى تحقيقها بفعالية ، وكذلك توفير مقومات الإنتاج ، وتخصيص الموارد وتوزيعها على استخداماتها البديلة ، وإزالة الغموض في بيئة العمل ، إذ يقع على عاتق الإدارة مسؤولية تحقيق الأهداف الاقتصادية والإجتماعية كمنظمات الأعمال من ناحية ، وللمجتمع ككل من ناحية أخرى . وبما أن الإدارة هي المسؤولة عن بقاء واستمرار منظمات الأعمال ؛ فإن هذا لا يتحقق إلا من خلال القدرة على مواجهة الكثير من التحديات ، من بين هذه التحديات ؛ الإضطرابات الاجتماعية وعدم الاستقرار السياسي – إن وُجد – في الدولة المعنية ، وانخفاض معدل النمو الاقتصادي وارتفاع تكلفة الأموال ، ثم الخلل في نظم التجارة والصناعة المعمول بها في الدول والتغيّر في القوانين الإقتصادية والإجتماعية ، والتطور التكنولوجي السريع إلخ ... . أما وظائف الإدارة فهي تتمثل في التخطيط والتنظيم ، والتوجيه ، والقيادة ، والرقابة ، والتنسيق ، والتوظيف ، واتخاذ القرار . وإن هذه الوظائف يطلق عليها ", عناصر العملية الإدراية ", أو النشاطات الرئيسية التي تشكل عملية الإدارة الآنفة الذكر . من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يتناول موضوع إدارة الأعمال وفق منظور معاصر ، وهو موجه بالأساس لتغطية متطلبات دراسية تهتم بأساسيات إدارة الأعمال ، مع الاهتمام بالوظائف الإدارية في غالب منشآت الأعمال ، كون الإدارة تحتل اليوم عصب الحياة في المجتمع ، إنما يمكن في طريق إدارتها ، فالإدارة ترسم السياسات ، وتتخذ القرارات التي تسهم في تمكين المنظمة من تحقيق أهدافها . وأخيراً تجدر الإشارة إلى أن موضعات الكتاب تعدّ مرجعاً ضرورياً مهماً وضرورياً لأصحاب القرار من المدراء في المنظمات ، مهما كان حجمها أو ملكيتها أو طبيعتها .