شهد الاقتصاد العالمي خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين، العديد من التطورات التي أحدثت نقلة في المناخ الاقتصادي جعلته على أعتاب مرحلة جديدة هي بداية الركود والكساد، حيث تتميز هذه المرحلة بتزايد معدلات التضخيم، واستفحال أمر الديون الخارجية لدول العالم الثالث... هذه التغيرات وغيرها أحدثت تأثيراً مباشراً على التوجهات لدى الدول والمؤسسات الاقتصادية فيها-الرسمية والخاصة-نحو نشاط هام من الناحية الاقتصادية ألا وهو نشاط الشراء، ذلك لأن السياسات السليمة والقرارات الرشيدة في هذا النشاط تعبير واجباً قومياً في استغلال الموارد المتاحة على أفضل وجه، وتعتبر ذات تأثير مباشر على ربحية المؤسسات الاقتصادية في الدولة.

وعليه فإن وظيفة الشراء أصبحت أكثر من مجرد القيام بالجانب الإجرائي فيها، فهي اليوم وظيفة اقتصادية وفنية وتجارية، تحكمها مجموعة من السياسات والمبادئ والأهداف تسخر جميعها في خدمة أهداف المنشآت والنشاطات الأخرى فيها. وعندما يتم الحديث عن وظيفة الشراء لا يمكن نسيان وظيفة أخرى تقترن بها هي وظيفة التخزين، فهما معاً تشكلان أيضاً أساسية في نجاح أو فشل المنشآت الاقتصادية، وتشكلان أيضاً المنفد الرئيسي التي تعتمد على المنشآت في مواجهة ظروف المنافسة في الوقت الحاضر، ذلك لأن تكاليف الشراء والتخزين تشكل نسبة عالية من التكاليف الإجمالية للمنتج. وبناءً على ما سبق أصبحت وظيفة الشراء ووظيفة التخزين من الوظائف الهامة والرئيسية للمنشآت واحتلتا مكانة بارزة على الخريطة التنظيمية للمنشأة. وأصبحت المنشآت تنظر لهاتين الوظيفتين من حيث أهميتهما ودورهما الفاعل في تحقيق الأهداف والغاية التي تسعة لها.

وهذا ما سوف يركز عليه في هذا الكتاب الذي يحتوي على دراية مفصلة تعني بتحديد مفهوم حديث لإدارة الموارد وبتوضيح ماهية كل من الشراء والتخزين، وأهدافهما وآثارهما، وإجراءات كل منهما، والخطوات المرافقة لهاتين العمليتين، ومفهوم الجودة ووسائل قياسها، وتوصيف الجودة، حد الأمان للمخزون، مفهوم القيمة بحالات تحليل القيمة، التحليل الوظيفي للصنف، مصادر التوريد، خصائص المواد المطلوبة وأثرها في اختيار المورد، شراء الآلات والمعدات الاستثمارية والعوامل التي تؤثر في عمليات الشراء هذه، تجهيزات المخازن، ترتيب الأصناف في المخازن، التفتيش على المخازن، الرقابة على المخزون، ونظم الرقابة عليه.

وفي الكتاب أيضاً تطبيقات عملية أخرى نموذجية تتناول الحديث عن كل حالة تم التعرض لها، وهذه النماذج التطبيقية تحدثت عن واقع بعض الشركات التجارية الأردنية كشركة الوفاء الأردنية، الشركة الأردنية للمعدات الحديثة، شركة الشرق الأوسط للآلات والأدوات الكهربائية.