لقد تزايدت أهمية التسويق واتسع دوره في الحياة الاقتصادية المعاصرة أكثر من أي وقت مضى، فخلال السنوات القليلة الماضية أصبحت وظيفة التسويق جزءاً أساسياً من الوظائف التي تقوم بها مؤسسات الأعمال السلعية والخدمية في مختلف الأسواق المحلية والدولية أيضاً. كما أصبح هذا المفهوم جزءاً من النشاط السلوكي الاجتماعي لهذه المؤسسات في علاقاتها مع المجتمع المحلي.
لقد كان تطور الاهتمام بالنشاط التسويقي، انعكاساً للتطور الكبير الذي شهده العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات وفي ثورة الاتصالات والمواصلات أيضاً، وقد زادت تلك العوامل من درجة عولمة الأسواق، وجعلتها قريبة من بعضها البعض، بشكل أدّى إلى جعلها أكثر حدّة ومنافسة مع بعضها البعض.
وقد أصبح التسويق وما فيه من استراتيجيات ومفاهيم، يشكّل أساساً للتمايز بين مؤسسات الأعمال التي أحسنت استخدامه بالشكل المناسب، كما أصبخ يساهم بشكل فعال في تنمية الاقتصاديات الكلية نفسها، بل ونزيد على ذلك بأن البقاء، والنمو، والاستمرار في السوق أصبح السمة الأساسية للمؤسسات التي تعتمد على التسويق كجزء من خططها الاستراتيجية.
من هنا حاول هذا الكتاب إلقاء الضوء على إدارة التسويق داخل مؤسسات الأعمال، واستعراض جميع المفاهيم والتطبيقات التسويقية التي تساعد على تنمية وتعزيز دور هذه الإدارة داخل هذه المؤسسات، وكيفية تمكينها من النجاح في تنفيذ الخطط والبرامج التسويقية المختلفة التي تساعدها على تحقيق الدور المناط بها.
هذا الكتاب يعد مرجعاً مهماً وغنياً بالكثير من المفاهيم التسويقية الحدية التي تحتاجها إدارات التسويق ومن خلفها مؤسسات الأعمال، وكذلك الباحثون، والأكاديميون، والطلبة الجامعيون، كما أنه يُعدّ مرجع مهم لمدراء التسويق أنفسهم.