إن السمع أهم حاسة عضوية في الجهاز المعرفي البشري لأنها تقوم بالاتصال اللغوي والثقافي والتعليمي بين الفرد والمجتمع بدءاً من الحياة الرحمية الداخلية إلى الحياة الاجتماعية بحيث يتم تنشئة وتربية وتثقيف الجنين والطفل والبالغ والكهل حسب البرنامج الحضاري الثقافي العقائدي للمجتمع.
إن المعلومات الطبية المعاصرة التي تقتصر على بحث الأذن في المجال العضوي تعتبر معارف فقيرة بالمحتوى الإبداعي العلمي لأن علم الأذن الطبي يبدأ بالمجال السمعي التوازني ويمتد إلى الناحية الوقائية العلاجية مروراً بالبنى الفكرية النفسية والثقافية والحضارية والكونية والمستقبلية، وهذا ما نبحثه في علم النفس الكوني العمراني ضمن إطار فلسفتنا العمرانية التوازنية الكونية التي تقوم بهندسة وصياغة منظومة فكرية شاملة تشكل نموذجاً إرشادياً فلسفياً عاماً جديداً تتمحور حوله الأبحاث العلمية لمختلف فروع المعارف البشرية باتجاه تلازم العلم والإيمان والحكمة وانسجام الحياة مع الطبيعة وسمو العلاقات الإنسانية بين المجتمعات البشرية بحيث يعتبر الإنسان-مهما كان لونه وتقدمه- وحدة عضوية نفسية اجتماعية ذات بنية كونية نجمية مترجمة بالمجتمع عبر البرنامج الحضاري الثقافي وبالحياة عبر البرنامج البيولوجي الوراثي وبالكوكب الأرضي عبر البرنامج التعارفي الإنساني وبالكون عموماً عبر البرنامج العلمي الإبداعي.