تختلف مهارةُ الكتابةِ من إنسانِ إلى آخرَ، فتَجِدُ من يُجيدُ الكتابةَ، وتَسطيرَ الأحرفِ وجَمْعها، وتنميقَ الكلماتِ، وصياغةَ القَصةِ وربطَ معانيها، وتجد في المقابلِ مَنْ يجْهَدُ أياماً في ذلك العملِ، وهو يفتقرُ مع ذلك إلى أبسطِ مُقوماتِ الأدبِ: وهو أَنْ يكونَ بمستوى ما يكتب خُلقاً، لأنّ الأدبَ في الكتابة والقراءةِ يَعني أن يكون الأديبُ بمستوى ما يكتب، وما يطرح من أفكار، وأنْ يكونَ خلوقاً، لأنّ الأدبَ يُؤثِّرُ إيجاباً أو سلباً في حياة الكاتِبِ ومن يكتب لهم، إذ يَتقلب الناسُ، وينصاعون إلى الأفكار الأخرى بسرعة خاصّةً إذا كانت سيئةً.

وهذا الكتابُ، جاء لتعليمِ أساليبِ الكتابةِ الصَّحيحةِ، والتَّعبيرِ في عَددٍ من مجالات المَعرفَةِ والإبداعِ؛ وقد خُتم الكتاب عن فنِّ التَّعبيرِ الشَّفهي بأنواعِه، وقد أولى الأهميَّة لعدد من الفنون الشفهيّة كالخطابة والمناظرة...