تسعى هذه الدراسة- كما هو واضح من عنوانه- إلي دراسة شريحة من شرائح لغة الشعر الحديث في قطاع عرضي منها متمثلاً في شعر ",بلند الحيدري", (1926-1996) دراسة تكشف عن خصائص الخطاب الشعري، متتبعة تطور الأداة والموقف عبر مراحل إبداعات الشاعر المختلفة.

تتخذ هذه الدراسة من نظرية المستويات اللغوية أساساً لفهم طبيعة النص الشعري مع افتراض أن كل مستوي يحمل ملمحاً من ملامح البنية، فليس ما هو شكلي، وما هو مضموني، إذ إن كل المستويات ذات طابع دلالي تتجلى فيه البنية وتتكشف بواسطتها.
تتألف هذه الدراسة من مقدمة- وهي التي نحن بصددها- وثلاثة أبواب وخاتمة، وتذيلها قائمة للمصادر والمراجع، وقد جاءت علي النحو التالي: الباب الأول بعنوان المستوي التركيبي ",البنية اللغوية",، وفيه تتم دراسة الشعر بما أنه بناء لغوي من الطراز الأول تتعانق فيه كل مكونات اللغة من حروف، وكلمة وجملة وصورة وموسيقى لإنتاج الدلالة، الباب الثاني السمتوي التصويري ",الصورة الشعرية",، وفيه تتم دراسة البنية اللغوية في بعدها المجازي بشكل إجمالي بعد التوقف علي جميع عناصرها في المستوي الأول بتحليل سياقات تداخلت فيها الصورة بمفردات المعجم الشعري.

في هذا المستوي تمت دراسة المجاز الشعري بما أنه واحد من الوسائل التي تحقق شاعرية النص، فاللغة العربية في جوهرها تسعي إلي تجاوز حدود الصورة المحسوسة إلي حدود المعاني المجردة، فهى لغة المجاز.

والباب الثالث المستوي الصوتي ",البنية الموسيقية",، وفيه تمت دراسة القضايا الصوتية/ الموسيقية في شعر بلند.