الباطن، هذا العالم الساحر بمختلف جوانبه الذي فاض الفلاسفة وعلماء النفس في دراسة تفاعلاته، حتى بات يستحوذ على وعي الإنسان لأنه يسيطر على أغلبيّة تصرفاته كما يؤكد علم النفس.
حقيقة القول أيضًا إنّ الانسان، ومع تطوّر وعيه، سيتفتّح على أهميّة توعية هذا البُعد في نفسه، وتنقيته من سلبيّاته الفكريّة، المشاعريّة والمسلكيّة الحياتيّة عبر وسائل عمليّة تقدّمها علوم الإيزوتيريك لإستئصال تلك السلبيّات. بعدها يتفتّح الباطن كوردة ربيع لينثر عبقه على حياة طالب المعرفة فيعطر مساره بأسرار قل من وعى وجودها في نفسه.
أهم تلك الوسائل لتفتيح وعي الباطن وتطويره هو إكتساب عامل الصدق مع النفس والحكمة في التصرّف مع الآخر كمسلك حياتي ثابت، إضافة الى محبّة البحث في الوعي الباطني ليس من باب الفضوليّة، بل من منطلق الرغبة في توعيته بهدف التطور في الوعي... دراسة الباطن تشرّع أبواب الإدراك على أبعاد جديدة– قديمة خطت على شكل رقائق وعي في أغوار النفس ومع تفتّح كل رقاقة يتكشف لغز معرفي أغاظ الفكر لفترة قبل أن يرتاح بحلّه بعد تفتّح رقائق الباطن واحدة تلو الأخرى.
",رحلة الباطن برعاية المعلّم",، رواية تسرد أحداث طالب إيزوتيريكي في رحلته لتفتيح باطنه وما تكلله ذلك من أخطاء صوّبها المعلّم له برعاية خاصة بعد أن نجح البطل حياتيًا في إكتساب الشجاعة، وتألق فكريًا في مسيرته على درب المعرفة – الإيزوتيريك، وأبدى حماسة للمعرفة. فراح يغور في دراسة أسرار الحياة من خلال دراسة نفسه التي تشكل محور ثابت لا ريب فيه لكل ما يدور بفلكها من أحداث...
بقي إهتمامه بفهم كيف يحدد مصير الفرد يستحوذ على تفكيره، حتى أدرك أن ذلك الفهم يستوجدب إختبارًا في البُعد الباطني، لينطلق بعدها بحماس في رحلة باطنيّة شيّقة وضحت له خبراتها كنه موضوع بحثه.
راح بطل الرواية يتوصّل الى بعضٍ من الأسرار التي يعمل من خلالها نظام عدل الحياة – قانون السبب والنتيجة، الكارما، وأدرك علاقة الهالة الأثيريّة في تفعيل الأحداث الحياتيّة، ليتكشّف بعدها بعض من نواحي الباطن فيه، فيفهم علاقة الماضي بالحاضر ممّا يؤهله لإتخاذ قرارات مستقبلية تتماهى مع الدرب القدريّة.
",رحلة الباطن برعاية المعلّم", رواية إيزوتيريكيّة نوعيّة وشيّقة، رحلة مشوّقة على معارج تفتيح الباطن مليئة بالأحداث والمفاجآت...
فلنبحر معًا في قراءتها.