مخطوطة هذا الكتاب سعت إليَّ، ولم أوسع إليها خلافاً لأعمالي السابقة، فلقد جاد بها عليَّ العلامة الإيراني ‏الشيخ محمد علي الروضاتي – أحد أبرز علماء إيران المعاصرين.‏ ‎

‎ وعندما قرأت المخطوطة، وهي صغيرة لا تزيد عن 53 ورقة، وراجعت فهارس المخطوطات اكتشفت أنها ‏فريدة لا أخت لها في حزائن العالم، وإضافة إلى هذا فهي في الفكر السياسي، فانهمكت على دراستها وتحقيقها ‏بعد أن تأكدت من أصالتها.‏ ‎

‎ مؤلفها – ابن الحاج القناوي كان عالماً وفقيهاً، إلاّ أنه – خلافاً لغيره من العلماء، كان مبتعداً عن الملوك ‏والسلاطين، غير أنه أعجب بصلاح الدين الأيوبي – فاتح القدس – فألّف له هذا الكتاب.‏ ‎

‎ هذا أمر، والأمر الآخر أن الكتب الكثيرة التي ألّفها القناوي ضاعت فبقي له الأثر المهم، ولهذا عكفت على ‏تحقيقه بكل همة، خاصة وأنه يأتي ضمن إهتمامي بتحقيق الكتب الخاصة بالفكر السياسي... فهو الكتاب ‏الرابع الذي أقدّمه للمكتبة العربية بعد: آداب الملوك للثعالبي وأخلاق الملوك للثعلبي وآداب الملوك لعلي بن ‏رزين الكاتب..‏ ‎

‎ ‏",تهذيب ذهن الواعي في إصلاح الرعية والراعي", أثر جديد، أصيل أقدّمه إلى المكتبة العربية والباحثين ‏العرب، مكرراً شكري وإمتناني للعلامة الروضاني الذي أثرني على نفسه، وشجعني على تحقيقه ونشره بكل ‏سخاء.‏ ‎

‎ والله الموافق أوّلاً وآخراً