ذهب جون كيهو في عام 1975 للعيش في الغابة بعيداً عن الحضارة، ليدرس آلية عمل الدماغ البشري، ويغوص في أعماقه، يجمع المعلومات اللازمة له من مصادر علمية وروحانية مختلفة، مستنداً إلى ملاحظاته وتجربته الشخصية، ومستنبطاً بذلك أول برنامج ناجح جداً لدراسة تطور قوة العقل بدأ تطبيق طريقته في تعليم الناس عام 1978، وفي عام 1980 أصبحت محاضراته ذائعة الصيت والنجاح في جميع أنحاء العالم. فقد استطاع كيهو خلال سنوات خمس، وبالاعتماد على ",قوة العقل الخارقة", أن يجمع ثروة عظيمة نقلته من كوخ صغيرة في غابة منعزلة بلا ماء ولا كهرباء إلى إنسان ثري ينتقل من بلد إلى آخر ينشر أفكاره الجديدة المستمدة من أعماق التاريخ. الثروة والغنى عند كيهو ليسا هما ثروة المال فقط، وليسا حكراً على فئة معينة. الثروة بالنسبة له موجودة في عقل كل واحد منا وفي كل مكان حولنا، يكفي أن نفتح ذهننا وننفض الغبار عنه، وندرّب عقلنا الباطن لنحصل على ما نريد.

تلك هي بعض أفكار جون كيهو التي يطرحها في هذا الكتاب على القراء من مختلف المستويات، مستفيداً فيما يقدمه في دراسته لآلية عمل الدماغ البشري مستنبطاً من ثمّ وكما ذكرنا أول برنامج ناجح لدراسة تطور العقل، وأساليب التحكم بالقوى الكونية، مما يمكن ممارسته في حياتنا اليومية. مستنداً فيما يذهب إليه في كتابه هذا على مختلف المصادر العلمية والروحانية، وعلى تجارب العديد من الكتاب والفلاسفة ورجال الأعمال الأميركيين الذين أسسوا وأبدعوا فلسفة النجاح. هذا ويعتبر كيهو أن مهمته خلال العشرين سنة الأخيرة هي تعليم الناس، ويعيش حالياً مع زوجته في شمال غرب الولايات المتحدة على شواطئ المحيط الهادي ويتابع إصدار الكتب وإلقاء المحاضرات.

جاء كتاب العقل الباطن لجون كيهو ترجمة وتجميعاً لفلسفة وآراء مجموعة من كتاب وفلاسفة ورجال أعمال أميركيين عظام منتصف القرن العشرين، مؤسسي ومبدعي فلسفة النجاح أمثال ديل كارينغي ونابليون هيل وغيرهم. لكنه طبعه بطابعه الخاص وخبرته الشخصية وأبحاثه التي قام بها خلال العشرين سنة الأخيرة من القرن العشرين. جميع موضوعات هذا الكتاب جذابة وتستأثر بذهن القارئ وعقله، ولا بد أن تولد ذبذبات طاقة تحث العقل على التفكير والعمل.