وصف الكتاب
",البقعة تضيء... رجل يحمل صليباً وعلى رأسه اكليل شوك، يتقدم البقعة، عباس يركع على الفور، بديع ينظر إلى عباس ثم إلى صاحب الصلب ويركع قرب عباس، بديعة تنظر إلى الجميع وتركع... تراتيل بيزنطية",.
بديع: (بصوة مأخوذ) - مين هيدا يا عباس؟ عباس: (يميل إلى بديع وبوشوشه). بديع: (ينتفض وينهض فوراً، يمسكه عباس بقوّة) لأ. ما في مزح ها المرة بدّي اتدخل. (ينفلت من عباس، تعتم البقعة؛ صاحب الصليب يتوارى، تعود الإضاءة الشاملة). عباس: قلتلك ما فيك تتدخل يا بديع. بديع: لازم دايماً حدا يتدخل يا عباس، قلّي دخيلك، شو صار بعدين؟ عباس: صلبوه، بديع: يا ذلّك يا بديع. صلبوه؟! عباس: صلبوه يا بديع: صلبوه. بديع: مين يا عباس. عباس: كلن يا بديع، بديع: ليش يا عباس، عباس: الناس كلن بيركعوا قدامو يا بديع بس شوفيهن يعملو الناس قدام الوحوش يا بديع؟ بديع: هلق شفت يا بديع؟ بديع: شفت يا عباس بس كمان شفت شي تاني... أول مرة... لمن حاكيتك. عباس: عال يا بديع. شفت عالميلين، يعني صار فيك تقرر، بديع: قررت وخلصت يا عباس، بديعة: (خائفة)، حبيبي بديع، خلص ما بدي تفاح، مش طالع عبالي، بعدين فزعانه، منلعب باصره أحسن علينا، ما بقا بدّي شي، بديع: (وهو يتقدم صوب شجرة التفاح)، لازم دائماً حدا يتدخّل، عباس استنى يا بديع، مش من هو الطريق. من هوينك (مشيراً إلى الباب). عباس: هيدا تفاح يا بديع، بس الطريق... من هونيك، بديع، نسيت؟ أنت بتعرفو. بديع: خلص، عباس: خلص، بديع: بلاّ بديعة حبيبتي قومي تنمشي، بديعة: خلص يعني حبيبي؟ بدنا نمشي؟. بديع: لازم حدا يتدخل.",
المشهد لم ينته والستارة لم تسدل... وتستمر المشاهد المسرحية ليتم إسقاطها على مسرح الحياة، شخصيات ورموز وأغانٍ وموسيقي وخلفيات يوظفها المسرحي للتعبير عن رؤية ما. إنه المجتمع المحكوم بسياسة سيدنا التي تلغي الجميع سواه، وقد تتبدل الأسماء إلا أن المعاني تظل قائمة منذ الأزل إلى الأبد... السلطة والسيطرة والنفوذ.