وصف الكتاب
يعالج هذا الكتاب موضوع تفاوت الدخل العالمي، وهو التوزع غير المنتظم للنشاطات الاقتصادية والرفاهية في العالم، الهدف الأول والأساسي الذي يبغيه هو تقديم الحقائق المتعلقة بنزعات تفاوت الدخل العالمي، وهو موضوع يثير كثيراً من الجدل، ويعتريه كثير من سوء الفهم. أما الهدف الثاني للكتاب، فهو دراسة الأسباب التي تكمن وراء التغير في مواقع تفاوت الدخل العالمي. هذا ويتوجه الكتاب إلى العلماء والطلاب على حد سواء، وقراءته مفيدة لمجموعة واسعة في طلاب المرحلة الجامعية الأولى وطلاب الدراسات العليا وفي مقدمتهم أولئك المتخصصون بالعلوم السياسية المتعلقة بالشؤون الدولية والعولمة، وبالعلوم الاجتماعية التي تهتم بالتقسيم الطبقي أو المشكلات الاجتماعية، وبالعلوم الاقتصادية التي تعني بالتنمية الاقتصادية أو توزع الدخل أو تفاوته.
إن النتيجة المفاجئة لهذا الكتاب هي أن تفاوت الدخل العالمي آخذ في التناقص، خلافاً للاعتقاد السائد أن هذا التفاوت آخذ في التزايد. ويؤمن منتقدو العولمة، وآخرون، أن انتشار رأسمالية المستهلكين تستقطب، بوجه درامي، التوزع العالمي للدخل. لكن كلن فايرباو، المتخصص بالديموكرافية (علم السكان)، يبين بدقة أن تفاوت الدخل العالمي بلغ ذروته في أواخر القرن العشرين، وهو الآن يسير في طريق منحدر إلى أدمى، نتيجة انخفاض تفاوت الدخل بين الدول. بينما نجد تفاوت الدخل آخذ في الارتفاع ضمن الدول، ولو أن هذا الارتفاع لا يحدث بسرعة. ويذهب فايرباو إلى أن هذا التحول التاريخي يمثل جغرافية جديدة لتفاوت الدخل العالمي في القرن الحادي والعشرين.
هذا الكتاب يوثق هذه الجغرافية الجديدة، ويعلل أسبابها، ويفسر السبب الذي جعل المحللين الآخرين يغفلون عن واحدة من أهم السمات المميزة لعصرنا وهي الانتقال في التفاوت، الذي يقلل من أثر المكان الذي يولد فيه المرء، على مستوى رفاهيته في المستقبل.
",قد يصبح هذا العمل مرجعاً كلاسيكياً لدراسات التفاوت. وتتجلى ميزته، بخاصة في أن فايرباو-الذي يواصل التأكيد للقارئ، خلال سرده لموضوعه، أنه يسلك مسلكاً علمياً دقيقاً- فلا يغيب عن باله الأهمية البالغة للمسائل التي يعالجها.
هذا الكتاب حافز قوي لإجراء مزيد من البحوث في حقل تفاوت الدخل، وموضوعات أخرى لها علاقة بهذا الحقل، ولا بد لكل باحث من الإطلاع على الحجج التي أوردها فايرباو قبل تقديم أي دعاوى تتعلق بوضع تفاوت الدخل العالمي",.